معنويات

منذ ما يزيد عن عام , وأنا حين اقلب الأفلام المخزنة على موقع يوتيوب , لابد أن أمر على الفيلم , الذي عرضه التلفاز الأردني ..حين قام جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بإصطحاب مجموعة من الأطفال الذين يتلقون العلاج في مركز الحسين للسرطان ..في طائرة (الهيلكوبتر) والطواف بهم فوق عمان .

أي عمل فني أو سينمائي يحمل قيمة ورسالة , وأجزم أن قيمة هذا الفيلم والمعنى الذي حمله , وحجم الرسالة الموجودة فيه , يتجاوز بألوف المرات ..حجم ما قدمنا من إحتفالات , وأنشطة , ومسرحيات ..وأعمال درامية .
في الفيلم , يظهر جلالة الملك وبعفوية مطلقة , وهو يحمل طفلة , مصابة بالسرطان ويقبلها ويجلسها في حضنه ,ثم يسأل والدتها عن صحتها وعلاجها ...واللقطة عادية ليس فيها أي نوع من أنواع الإخراج , أو المونتاج ..ولكنها بقيمتها الإنسانية وبعفوية الملك , تحوي مشهدا أبلغ من أي مشهد .
فيلم قصير لا تتجاوز مدته (4) دقائق , ولايحتوي على كاميرات محمولة , أو تقنيات تصوير عالية , لا يحتوي أيضا ..على إضاءة خاصة , ولا عربات نقل خارجي فيها وحدات مونتاج , ما زال يأسر قلبي منذ عامين ...وكلما نظرت إليه أحزن وأفرح , وأتسمر في تفاصيل الصورة ووجه الملك وإبتسامته ...وأنظر للأطفال وهو يقودهم إلى الطائرة , ويشرح لهم عن أجهزتها ويبتسم في وجوههم .
لماذا لايوجد لدى المسؤولين في بلادنا هذه الصورة الإنسانية العظيمة ؟
في بلادنا نحتاج هذه اللحظات , لما نسميه بالروح المعنوية , الناس متعبة وتعاني من الوضع الإقتصادي السيء ..من البطالة , والتهميش في بعض الأحيان ...وأنا بالرغم من كل التعب الذي يمر علي , ويجتاحني ..حين أشاهد هذا الفيلم بالتحديد ترتفع معنوياتي إلى ابعد حد , لدرجة أني أنسى ضيق الخاطر ...
الملك ..هو الوحيد الذي يعيد لنا المعنوية , وهو الوحيد الذي يرفعها ...وأنا أظن أن هذه الأمور مهمة جدا بمثل أهمية الخبز لشعبنا , أحيانا نعتقد أن العاطفة شيء عابر ..ولكني أجزم أن المعنويات , في لحظة يكون تأثيرها أكبر من تأثير البارود .....(حمى الله الملك)