فلسطين ....والاخرون !!
فلسطين ... والأخرون !
فلسطين دولة عربية اسلامية لا زالت محتله من قبل عدو مجرم ....اغتصب الارض ...ومارس أبشع جرائمه ومجازره ....ولا زال الاحتلال على حاله ....ولا زال القانون الدولي والانساني عاجزا مكبلا ...غير قادر على تنفيذ ارادته ...والخروج بقرارات حاسمة وملزمة .....تعيد لفلسطين حريتها ...وسيادتها .
فلسطين تؤمن بسياسة عدم الانحياز ...كما وتؤمن بعدم التدخل بشئون الاخرين ....ايمانا فلسطينيا راسخا وثابتا ....أن لكل دولة وشعب ...خصوصيته وأولوياته ....وظروفه الخاصة ...وأهدافه العامة التي يسعي لتحقيقها .
هذا الايمان الفلسطيني الممتد منذ سنوات ...والمعتمد بسياسة فلسطين الخارجية ...عبر قيادتنا الشرعية المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد .....وفر لنا ارضية أمنة ...وحماية خاصة ...ومواقف متوازنة ....وعلاقات طيبة مع كافة الدول المؤمنة بهذه السياسة الخارجية ....ومبادئها وقيمها الخاصة والثابتة .
فلسطين قضية شعب ....يسعي لحريته واستقلاله ....منذ النكبة التي المت به بالعام 48 ....وما حدث من تشريد وتهجير ....قتل وتدمير ...لم يجد فيه شعبنا خلاصا ومخرجا ...الا من خلال ثورته المعاصرة في الاول من يناير 65...ليجدد الياته النضالية ...وخياراته الوطنية ....وليحدث خطابه السياسي والاعلامي والثقافي ...والذي يستطيع من خلاله السعي الحثيث لتحقيق حريته واستقلاله ....وبناء دولته الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية .
فلسطين وعبر قيادتها الشرعية لم تألوا جهدا .....ولم توفر فرصة ...ولم تتجاهل مبادرة ....وعملت وبصورة دائمة لمخاطبة العالم بأسره .....مؤكدين أننا نسعي لتحقيق السلام العادل والشامل ....وأننا نعمل بكل جد وحرص.... على توفير الامن والاستقرار داخل المنطقة وأننا عامل استقرار وأمن ....ولن نكون عامل توتر وفوضي ....هذه السياسة الفلسطينية المعلنة لم يستفاد منها .....بل أدار الكثيرين ظهرهم لكل ما قلنا .....وتحدثنا به .....حتي حدث ما يوصف بالإرهاب العالمي الذي يجتاح العالم ....تحت مسميات مختلفة ....ولأغراض متعددة ....أولها القتل والدمار .....وليس أخرها ....اسالة دماء الابرياء ...واحداث الفوضى ....وتهجير الشعوب ...واعادة توطينهم ....في ظل سياسة خبيثة ....يقف وراءها قوي استخباراتية ...ودول تجد في نفسها فرصة الوجود والنفوذ ....في ظل الفوضى وغياب الامن ....وانتشار الارهاب .
رسالة السلام الفلسطينية والتي لم يستفاد منها ....والتي لم تستغل ...والتي تتجدد عبر السنوات ....لم يتم التقاطها ....ولا يتم التعاطي معها ...بل اهملت ....واصبحت داخل الادراج ...ولم تري النور ...في ظل غياب ارادة المجتمع الدولي ....وانحياز الراعي الامريكي.... ومماطلة وتسويف العدو المحتل لأرضنا .....مما أطال أمد الصراع ....وجعل كافة الابواب مفتوحة ....للدخول والخروج ...وعلى كافة الخيارات والاحتمالات .
نحن من الشعوب التي لا تتنكر لأحد ...والتي تقدر كل من يقدم لنا دعما سياسيا ...اقتصاديا ..اعلاميا ...وحتي انسانيا .
هذا التقدير الفلسطيني ....وعلى مدار عقود طويلة ....لا يعني أننا نكتفي بما يقدم ...ونتجاهل ما لا يقدم ...ونخص هنا ....حل قضيتنا الوطنية من كافة جوانبها ...وفق قرارات الشرعية الدولية .
لأن المساعدات التي تأتي الينا عبر العديد من القنوات ليست بديلا عن الدعم المنتظر ...والواجب الملح للمجتمع الدولي لإنهاء معاناة الملايين من الفلسطينيين.... وعودتهم لأرضهم ونيل حريتهم ...واقامة دولتهم المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية .
القضية الفلسطينية كانت قضية العرب الاولي ....كما كانت قضية العالم الاسلامي ....ودول عدم الانحياز ...والمؤتمر الاسلامي ....والاتحاد الافريقي ....وغيرها من التجمعات السياسية ....لكننا نجد اليوم وللأسف الشديد.... أن قضيتنا لم تعد القضية الاولي ....لأسباب لها علاقة بمجريات الاحداث داخل الساحة الدولية ....ومجمل التشكيلات والتحالفات المستجدة ....والاهم ما يخصنا نحن أبناء فلسطين ...وما فعلنا بأنفسنا .....وما قصرنا به ....وما أضعنا من فرص ...ولا زلنا على انقسامنا ...واعاقة مسيرة بعضنا ...والتشويش على علاقاتنا ...وتفتيت طاقاتنا
أخطأنا كثيرا ...ولا زلنا نقدم النموذج السيء ...والانقسام المقيت ....وكأنه محاولة لإنجاح تجربتنا الديموقراطية ...والصحيح أن بهذا النموذج ...وبهذا الانقسام الاسود .....قد أثبتنا ....عدم ديموقراطيتنا ....وغياب اولوياتنا ...واهدار مصالحنا ....وتشتيت جهودنا ...اثبتنا لغيرنا ....أننا لسنا على مستوي المسئولية ...وأصبح من حق الاخرين أن يقولوا لنا ...اذهبوا ورتبوا أموركم ....اذهبوا وشأنكم ....واخلصوا لقضيتكم ....عندها يمكن الحديث معكم ...والاستماع لمطالبكم ....والوقوف الي جانبكم .
اضعفنا أنفسنا ....ولا زلنا على حالنا من التردد .....والانقسام ...ولا زال العالم يعيش أوضاعه ومستجداته... وما يواجهه من ارهاب ...وكما العجم كان العرب ...وكان موقفهم ....وحالهم ....وما يواجهون من تحديات وارهاب .....اعاد قضيتنا الي أدني مستوياتها ...وجعلنا أمام تحديات الذات ....وان نخلص لأنفسنا ...وأن نحدد أولوياتنا ...وأن نوحد جهودنا ...وعندها يمكن الاستماع الينا ....والوقوف الي جانبنا .
الكاتب : وفيق زنداح