إرهـاب سـام في بـلد الإصـلاح!

هيئ لي أنني سأقضي عمري أسيراً لقلمي وكلماتي، حيث أعشقهما بكل جوارحي معبراً عن كل آلام الناس محللاً لما تراه عيني من سلبيات وإيجابيات في وطني الحبيب، بل الأمة العربية.
لقد وضعني قلمي في موقف العداء (لكنني لا أحبذ العداء) لتيار عريض وعنيد وهو الإرهاب، الريح المسموم الذي تفحش وهب على مصرنا وأمتنا والعالم أجمع.
إنه ليبعث في نفسي حزناً لا حد له، من هؤلاء المخربيين في الوطن والأمة، الإرهابيين الذين لا يقتصر فقط حملهم السلاح، ومصوبين الطلقات وحاملين المتفجرات والأحزمة الناسفة، بل الذين يعدون الشائعات والقادرين على تمريرها شأنها شأن كثير من أي سلعة أو منتج يتم تسويقه وإستهلاكه محلياً، وحين يتعلق الأمر بتصفية حسابات فردية أو شخصية، وبعضها مستورد تصنعه أجهزة متخصصة في ذلك الشأن، حيث يتعلق الأمر بتهديد الأمن الداخلي والخارجي لبلادنا وأمتنا.
الإرهاب هو الآن حديث الساعة، وهو الشعل الشاغل لدى كل المصريين، بل الشعوب والأمم كافة على إختلاف دينهم ومستوياتهم، والمتهم الأول الآن هم المسلمون، ولذا فقد دأب الغرب على إطلاق إرهاب إسلامي وأصولي وارتفعت الصيحات (المسلمون معتدون! المسلمون إرهابيون! المسلمون يعودون إلى همجيتهم الأولى!) ويبدو لنا جميعاً أن حبل هذا الإفك لا ينقطع عند كل عملية إرهابية تقع في بلاد الغرب، والإصرار على إتهام الإسلام بأنه دين إرهابي، فهذا نوع من الإسقاط الذي يعني دفع المرء إلى إتهام غيره بما في نفسه هو من شر، بيد أن السلبية والإرهاب يأتي من بلادهم إلى بلادنا التي تريد الإصلاح والبناء، فهم أصحاب السلبية فلم يحبون أن يحيوا على حساب الآخرين، ونقول لهم إن الإسلام الذي شرف الدنيا كلها بعيد بعيد كل البعد عن هذا الإفتراء والهراء، فالإسلام وهب الحياة بدل الموت، ونوراً بدل الظلمة.
دعني عزيزي القارئ أصرخ في أذن كل إرهابي يرهب الآمنين الأبرياء الذين لم تبد منهم عداوة ولا إعتداء على أحد. لا ترحم رضيعاً أو صغيراًَ ولا إمرأة ولا شيخاً كبيراً ولا عالماً مرموقاً ولا حاكماً وتخرب وتدمر في كل مكان، ألا تعلم أن الله نهى عن الفساد في الأرض بعد إصلاحها، ألا تعلم أن هذا كفر وشرك بالله العظيم. فلست أدري تحت أي مبرر ديني من الأديان يبرر الإرهابيين أسلوبهم وعنفهم.
فإن من واجبات المصلحين والعلماء والدعاة النهي والنصح عن الإرهاب والبغي والإفساد في الأرض، فإن الإصلاح الحاد بين الأطراف وطرق العيش لدى الشعوب وبين الحكام والمحكوميين من جهة أخرى ويتحقق ذلك بالمحافظة على الثوابت وحمايتها وإقامة جميع واجبات وفروض الكفاية والمصالح المشتركة بين المواطنين وإقامة العدل والمساواة بين أبناء الشعب الواحد والأمة الواحدة.
فإن الإصلاح في المجتمع هو العدل الذي هو أساس الملك والأمن هبة العدل، أيضاً محاربة البطالة والكسل والتكافل والتعاون والتقوى بين أفراد المجتمع ومحاربة الفقر، فقد كاد الفقر أن يكون كافراً، فبالله كيف لا يكون هناك جريمة وإرهاباً إلا إذا تم معالجة كل هذه الأمور. فيجب تنقية المجتمع من عوامل الإنحراف والإرهاب ومراتع الجريمة كالهيجات الجنسية وجميع المسكرات ومحاربة العداوة والبغضاء والحقد، والأهم من هذا وذاك حفظ الشباب من جميع عوامل وأسباب الإنحراف الفكري. فالإصلاح يتطلب مننا كثيراً، مواجهة هؤلاء الإرهابيين والجهاد ضدهم حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، فلا يسعد أحد هذا السيل المندفع من الإرهابيين في كل مكان من بقاع الأرض.
بلا شك أن إصلاح المجتمع هنا سداً منيعاً وحاجزاً متيناً يمنع ظهور الإرهاب وجرائمه والإنحرافات وسوف يسود المجتمع أعلى مستوى من الأمن والاستقرار والحياة الطيبة التي لا يخاف فيها أحد ولا يرهب أحداً أحد ولا يظلم فيها أحد ولا يجوع فيها أحد.
وقى الله مصرنا (الكنانة) شر هؤلاء الإرهابيين وأولئك وحماها الله وأبقاها الله منارة للأمن والأمان والسلام والتقدم والاستنارة.
محمد شوارب
كـاتب حـر
mohsay64@gmail.com