العفو العام


 

أمس تعذر علي الشبك على الانترنت نتيجة عطل معين ، وكان علي أن أقوم بالاتصال بمركز خدمات المشتركين في الشركة الخادمة .

 

كالعادة يرد عليك الكمبيوتر ، بصوت أنثوي جميل ، ربما هي فتاة بعمر " الثلاثين " ، صوتها يدل على وقار وجمال في نفس الوقت ، أظنه يشرح القلب أحيانا ، لذا فأنا معتاد على تسميتها بالست " انشراح " .

 

أول كلمة تقولها "انشراح" ، أهلا بك في (…) ، طريقة الترحيب لها رونق خاص يخرج من فمها ، يغريك في متابعة المكالمة والاستماع الى كافة الخيارات التي تدلي لك بها ومن ثم الاختيار ، واذكر بأني وفي أول مرة أعدت الاتصال أكثر من مرة لغايات سماع الصوت العذب للانسانة المجهولة التي تقف في الجانب الآخر ، وكلما كانت تقول لي " أهلا بك في (…) " كنت أرد عليها " هلا بالغلا " وأحيانا كنت أرد فأقول " المهلي ما يولي يا عسل " .

 

بالمختصر ، وفي نهاية المطاف ، وخوفا من أن أكون قد نشفت ريق " المستورة " وبعد الخروج من محاولات تخيل فاشلة لخلق صورة معينة لصاحبة هذا الصوت ، قمت باختيار خيار التحويل للموظف ، وفورا عادت " انشراح " بصوتها العذب من جديد لتقول لي " كي لا نطيل عليك يرجى الاتصال فيما بعد " ، اتصلت مرة أخرى وأخرى ، وأعادت علي "انشراح" نفس العبارة . " كي لا نطيل عليك يرجى الاتصال فيما بعد " .

 

المهم لم يتم اصلاح العطل ولم يجبني أحد .

 

سيدي دولة معروف البخيت المحترم ، ما هي أخبار العفو العام ؟!

 

خوفي ان ترد علي أيضا بعبارة " كي لا نطيل عليك يرجى الاتصال فيما بعد " .

 

 

 

 

المحامي خلدون محمد الرواشدة

Khaldon00f@yahoo.com