قبل معارك التغيير والديمقراطية كنا نرسل الآف الطلبة للجامعات العراقية والسورية واليمنية والليبية واللبنانية والمصرية وغيرها من معاهد العلم في وطننا العربي الممتد من المحيط الى الخليج ، واليوم لا احد من الاباء او الامهات بقادر على ذلك بعد ان ضاقت تلك الجامعات حتى على ابنائها نتيجة الخراب والدمار الذي لحق بها جراء الصراعات الدائرة بين ذوي القربى التي مهد لها المحتل الاجنبي مع سبق الاصرار والترصد.
كنا بالامس نتابع مؤتمرات القمة العربية من عاصمة الى عاصمة ونقرأ على رأس جدول اعمالها القضية الفلسطينية وانتهاكات اسرائيل المتكررة للحرم القدسي الشريف والاستيطان وقضمه للارض الفلسطينية ، نسمع من المؤتمرين كلاما على الاقل يبقى القضية حية في نفوس الامة جمعاء ولو كان ذلك منهم اضعف الايمان ، واليوم لم نعد نسمع عنها شيئا في قممهم التي بدت عواصم العرب تعتذر عن استضافتها تفاديا للحرج.
كنا ايضا بالامس القريب نصدر من وادي الاردن المعطاء الاف الاطنان من الخضار والفواكه الى كافة الاقطار العربية عبر شاحنات مبردة تسير بامن وامان لتعود محملة بالمثل مما تنتج تلك الدول فلم يعد اليوم ينقل منها او اليها شيئا للحروب المشتعلة فيها.
بالامس كنا نتغنى ببلاد العرب اوطاني واذ هي اليوم ليست باوطانهم بعد ان شتت الحروب الطائفية شملهم فجعلتهم نازحين ولاجئين في كل مكان واوطانهم تدمر بالبراميل المتفجرة والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة.
اليوم ليس هناك ايلاما اشدعلى النفس من ان ترى حال الامة وابنائها يجيدون الرماية والتصويب على بعضهم البعض دون منظار فتكون النتيجة دماء الابرياء تراق في الساحات العامة والشوارع والطرقات.
بأي عقل وباي منطق يستمر هذا الذي يجري في بلادنا العربية ويفعل أبناؤه ذلك فيما بينهم من دون تأثر وتدبر وبهذه الصورة التي لم يعد احد يتحملها ليحق للجميع ان يقارن ويقول وين كنا وين صرنا.