حانت مني التفاتة
تبزق شمس في حين غفوة الأنام،
وتنام في حين معاش الناس ،
وبين الغفوة والمعاش تتعدد مسارب الفئام ،
بين طالب ،
ورافض ،
وقابل ،
وحزين ،
وسارب ،
وآيب ...
وأنا بين كلها ألمُّ أعضائي المتكلمة بمجدك العظيم ،
وسؤددك النبيل ،
وحضورك العميق ،
تناجي أنت الروح ،
وتناجيك هي كل أعضائي بروح وأرواح،
وهم وهموم ،
وأمل وآمال.
ينتشر في حناياي دبيب الشوق ،
وتقشعر أطرافي مقصداً بمناك ،
يا شوقاً لا يفتر ،
وحبوراً لا يخفت ،
وأنساً سارباً في الأرجاء .
فأتحول أنا إلى أذن تصغي لوُتَير لا يُسمع ،
وخفق لا يوجع ،
وأظل كتائه في غبراء فقد الهواء والماء والأمان ،
فألجأ بكل ما لي إلى العظيم المنان .
تتقد في َّ الأشواق ،
وتتلاحم بين جنباتي الحاجات ،
وأبقى مطلق العنان إليك يا من لا تختلط عليه الأصوات.