أحداث سورية وتدني الأسعار ينهيان الموسم الزراعي بخسائر كبيرة

أخبار البلد – أدَّى تدنِّي الأسعار واضطراب الأحداث في سورية، ومارافَقَها من تعثر وصول الخضار إليها وعبرها إلى لبنان وتركيا، إلى قيام عدد كبير من مزارعي الاغوار الوسطى بإنهاء موسمهم الزراعي، متكبِّدين خسائر كبيرة، واصفين الموسم الحالي بـ "الأسوأ" منذ سنوات.

وأشار مزارعون إلى أنَّ تكلفة جني المحصول وبيعه في الأسواق المركزية لا تعود بتكاليف جمع المحصول والشحن والعبوات، عدا عن تكاليف زراعة المحصول ما حدا بهم إلى ترك المحصول وتأجيره لمربِّي الأغنام.

وأكَّدَ المزارع السيِّد حسن أنَّ ما نسبته 70 % من المزارعين أنهوا موسمهم الزراعي مبكِّرا لتدنِّي الأسعار، وخوفا من تزايد الخسائر التي ترتَّبَت عليهم الموسم الحالي، مشيرا إلى أنَّ أحداث سورية أثَّرَت بشكل كبير على أسعار الخضار الأردنية التي كان من المفترض أنْ تستمرَّ إلى نهاية أيلول (سبتمبر)، لعدم وجود برادات تنقلُ البضائعَ إلى تركيا ولبنان وسورية عن طريق البر.

وزاد حسن أنَّ محصول البندورة تأثَّرَ كثيرا بآفة حفار البندورة، الأمر الذي أدَّى إلى تلف ما نسبته 90 % من المحصول، حيثُ تُباعُ بأسعار دون 30 قرشا للصندوق، فيما يتم جمع 10 % الباقية كصنف اول وتباع بسعر جيد للأسواق الخارجية وخاصة العراق.

وبيَّنَ حسن أنَّه بالرغم من أنَّ جمع المحصول حاليا يُسبِّبُ خسائِرَ للمزارعين، إلا أنَّ عددا قليلا منهم ما يزالون يراعون محاصيلهم للحفاظ على ديمومة النباتات، على أمل أنْ تتحسَّنَ الأوضاعُ وترتفعُ الأسعارُ، لافتا إلى أنَّ الموسِمَ يُعتبَرُ الأسوأ من بين المواسم الزراعية الماضية، ما زاد من معاناة المزارعين وأثقَلَ كاهلهم بالديون.

ويُطالبُ المُزارعُ محمد العدوان الحكومة بضرورة جدولة القروض الزراعية، وتأجيل سداد الأقساط للانتكاسة التي مُنيَ بها القطاع الزراعي الموسم الحالي، مشيرا إلى أنَّ المزارعين دائما ما يُعوِّلونَ على شهري نيسان (إبريل) وأيلول (سبتمبر) في تحقيق أرباح تُمكِّنُهم من الوفاء بالتزاماتهم، إلا أنَّ الأحداث في سورية أدَّت إلى تدهور الأوضاع بشكل مأساوي بالنسبة للمزارعين.

وأضاف العدوان أنَّ الأسعار الحالية لا تُغطي نفقات الشحن والفارغ وأجورَ العمَّال، ما حدا ببعض المزارعين إلى ترك مزارعهم، مبينا أنه إذا استمرَّ الوضع كما هو خلال الأسبوع المقبل، فإنَّ بقيَّةَ المزارعين سيقومون بانهاء موسمهم، وتأجير محاصيلهم لمربِّي الأغنام.

 وأوضَحَ أنَّ صندوق الباذنجان يُباعُ الآن في الأسواق بـ 60 قرشا، أما البندورة التي تضرَّرَت من آفة حفار البندورة فيُباعُ الصندوق بـ 40 قرشا كحد أعلى، ما تسبَّبَ بكارثة للمزارعين.

من جهته، أكَّدَ رئيس جمعية الاتحاد لمصدِّري المنتوجات الزراعية سليمان الحياري أنَّ كميَّات الخضار المصدرة تدنَّت بشكل كبير لقلة الطلب، وبدء الإنتاج في الدول الرئيسة التي تستهلك المنتوجات الأردنية، نافيا أنْ تكونَ الأحداث في سورية أثَّرَت بشكل كبير على تصدير الخضار. وبيَّنَ أنَّ حركة التصدير ما تزالُ تسيرُ بشكل جيِّد ويومي دون وجود أيَّةِ عوائق.

وأضاف الحياري أنَّ المزارع الأردنيَّ تضرَّرَ كثيرا نتيجة تدنِّي الأسعار، وذلك للفائض الكبير في الإنتاج الذي شهده القطاع الزراعي في الموسم الحالي، مبيِّناً أنَّ الباذنجان والبندورة ما يزالان المحصولين الرئيسيين الأكثر تصديرا في دول الجوار.

بدوره، أشار مدير سوق العارضة عبدالله العايد أنَّ حركة التصدير في السوق ما تزالُ جيدة، مستدركا أنَّ مخاوف السائقين من السفر إلى سورية أو عبورها إلى دول الجوار أثر على كمية البضائع المصدرة لتلك الدول.

وأضاف العايد أنَّ السوقَ يشهَدُ تناقصا كبيرا في كميَّات الخضار الواردة بنسبة تجاوزت 45 % مقارنةً مع الأعوام السابقة، تزامناً مع التدنِّي في الأسعار الذي تجاوزت نسبته 50 %، مقارنة مع نفس الفترة في المواسم السابقة.

وتستهلك أسواق سورية ولبنان وتركيا أكثر من 70 % من إنتاج الخضار الأردني، ما يجعلُ منها أسواقا رئيسية، ومحط اهتمام المزارع الأردني الذي يُعوِّلُ كثيرا على تلك الأسواق في إحداث توازن في الأسعار بأوقات ذروة الإنتاج.