مؤشر النزاهة بعد مؤشر الازدهار

تغلبنا، وغيرنا، التقارير الدولية، التي تتخّذ من معاييرها مقياساً لتقدّمنا أو تأخرنا في موضوع مُعيّن، وفي آخر التحليل فهي معايير ليست علمية، لأنّها لا تأخذ في حسبانها الظروف المحلية، وتهدف إلى الدعاية، ومن التجربة نستطيع القول إنّها لا تبتعد عن التسييس.
ودعوتنا، منذ زمن، ظلّت تُركّز على اعتماد معايير محلية، نقيس من خلالها حالتنا الوطنية في كلّ المجالات، ويمكن القول إنّنا حقننا إنجازات على الصعيد السياسي الديمقراطي بمؤشر مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية، وصعيد حرية الصحافة بمؤشر مركز الدفاع عن حرية الصحافيين.
الآن، ينضم مؤشر جديد يهدف إلى قياس الحالة المعيشية للأردنيين، أطلقه منتدى الاستراتيجيات الأردني، وكما كتب قبلنا الدكتور جواد العناني في "الدستور” والاستاذة جمانة غنيمات في "الغد” فالمؤشر يحمل أهمية خاصة باعتباره تطويراً يأتي من خبراء أردنيين، ومن الاستقلالية التي يتمتّع بها المنتدى، ومن الحاجة الماسة للمجتمع لمعرفة الأرض التي يقف عليها.
ولعلّنا نغتنم الفرصة، الآن، لندعو المنتدى إلى تطوير مؤشر أردني لقياس مستوى النزاهة ومحاربة الفساد، يعتمد على معايير محلية، بعد دراسة الماضي والحاضر، ويبدأ بتقديم تقييم أداء محايد لمدى التقدّم أو التأخر في هذا الأمر.