صندوق البحث العلمي يعلن نتائج دراسة "الشباب في مواجهة الفكر المتطرف".. بالصور

اخبار البلد - ربا قنديل

بحضور الدكتور "سلامة نعيمات" وزير الدولةمندوب رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور عقد صندوق البحث العلمي اليومالثلاثاء 29/3/2016، مؤتمرا وطنيا لإعلان نتائج الدراسة الوطنية التي أعدها الصندوق بعنوان "الشباب في مواجهة الفكر المتطرف" في فندق (لاند مارك ) بحضور عدد كبير من الشباب ومشاركة رجالات دين وباحثين مختصين واكاديمين وسياسيين واعلاميين وطلاب جامعات.

وابتدأت فعاليات المؤتمر بالسلام الملكي وقراءة القرانونبذة تعريفية القتها عريفة الحفل عن فكرة انشاء الدراسة قائلة "تعالج هذه الدراسة ظاهرة انتشار الفكر المتطرف، وتبني مجموعة من الشباب من مختلف دول العالم ومجتمعاته لهذا الفكر، وانخراطهم في الأعمال الإرهابية التي تتبناها جماعات الغلو المتطرف التي تبذل جهدها لاستقطاب الشباب الذين يمثلون الشريحة الكبرى في المجتمعات العربية والإسلامية، مستغلين الشرائح المجتمعية التي تعاني الفقر والتهميش والبطالة واختلال المنهجية التربوية في التعليم، وغياب التنشئة الاجتماعية السوية مما يجعلهم ) أي الشباب ( الهدف المباشر المطلوب لتلك الجماعات ليكونوا وقودا للحروب الدائرة والفتن المستعرة في المنطقة".

وقال مدير عام الصندوق الدكتور عبدالله سرور الزعبي، إنّ اجتماعَنا هذا، وبرعايةٍ كريمةٍ مِنْ دولةِ رئيسِ الوزراء الأفخم، يأتي في وقتٍ دقيقٍ جدًّا؛ حيثُ التَّهديداتُ باتَتْ متكررةً مِنَ الجُغرافيا المحيطةِ بنا، التي تفرضُ علينا أنْ تكونَ جاهزيَّتُنا في أعلى مستوياتِها لِحمايةِ الأردنِّ وَطَنًا وشعبًا.

واضاف الزعبي ان المؤتمر يهدف إلى التعريف بنتائج هذه الدراسة التي عالجت ظاهرة انتشار الفكر المتطرف، وتبني مجموعة من الشباب من مختلف المجتمعات في دول العالم لهذا الفكر الهدام، وانخراطهم في الاعمال الإرهابية التي تتبناها جماعات الغلو والتطرف العاملة على جذب الشباب الذين يمثلون الشريحة الكبرى والأساسية في المجتمعات العربية والاسلامية.

وتابع الزعبي ومِنْ منطلقِ حرصِ صندوقِ دعمِ البحثِ العلميِّ، وبدعمٍ مباشرٍ من دولةِ رئيسِ الوزراءِ الأفخمِ فقد عملَ الصندوقُ على إجراءِ دراسةٍ وطنيّةٍ شاملةٍ؛ حيث عَقَدَ عدةَ جلساتِ عصفٍ ذهنيٍّ مُنذُ شهرِ أيلولَ عامِ 2014، كما عقدَ ندوةً علميّةً في شهرِ آذارَ منْ عامِ 2015، انتهتْ بوضعِ إطارٍ شاملٍ لإجراءِ دراسةٍ تكامليّةٍ لظاهرةِ التطرُّفِ بأشكالهِ المختلفةِ.

ولفت الى ان نسبة متابعة الشباب الأردني لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة تصل إلى ما نسبته 64% بمعدل 1-3 ساعات يوميا ، كما يتابع شبكات التواصل الاجتماعي بنسبة 41.8% بين 1 إلى 3 ساعات و 63.9% من أفراد عينة الدراسة يستمعون ويشاهدون المحطات الدعوية الإسلامية، ويقر ما نسبته 73.8% من أفراد العينة بوجود جهود حكومية ملموسة لمواجهة الفكر المتطرف. و أظهرت الدراسة أن ما نسبته 42.6% يتابعون أخبار المنظمات الإرهابية المتطرفة، و أن 30.7% من عينة الدراسة يلجأون الى دائرة الإفتاء في حال واجهتهم مشكلة دينية، و28.7% يتوجهون إلى الشبكات الرقميه والتواصل الاجتماعي، و24.3% يتوجهون إلى أئمة المساجد. ويرى ما نسبته 31.4% أن الظروف الإقتصادية الصعبة تساعد على نشوء التطرف والعنف في المجتمع، بينما يرى 32.9% من أفراد العينة بأن غياب العدالة والمساواة من الأسباب الرئيسية لظهور البؤر الساخنة لنشوء الفكر المتطرف. وأن ما نسبته (27.7%) من عينة الدراسة يعتقدون بأن الإعلام غير المراقب من أهم الأسباب التي تنشئ وتنمي التطرف والعنف في المجتمع، ويرى ما نسبته (41.4%) الأسباب الاجتماعية كـ (الحرمان النسبي، البحث عن الذات، الشهرة، المستوى الاجتماعي والاقتصادي لزيادة الدخل والظهور اجتماعياً) تقف وراء انجذاب الشباب الى المنظمات المتطرفة.

وقال رئيس اللجنة التوجيهية للدراسة معالي الدكتورعبد السلام العبادي ان فئة الشباب تجهل احكام الدين وان عدم وعيهم هو من اسهم في تشجيع التطرف والارهاب والغلو وهذا ايضا يسهم في زعزعة الاوضاع الاقتصادية والمادية ايضا.

واضاف العبادي ان جلالة الملك ركز على عدد من الجوانب في حاربة هذه الظاهرة ولعل من اهمها رسالة عمان التي تضمنت عددا من التوصيات لمحربة ومعالجة التطرف وتركيزه على رعاية المساجد واستثمارها بالفعاليات والانشطة التي من شانها اثراء عقول الشباب بما هو نير ومفيد.

ومن جانبه قال معالي وزير الدولة سلامة نعيمات ان الفكر يتشكل من البيئة والمعارف وتراكم الخبرات والفرد يبني فكره من بيئته المحيطة فعليا التركيز على نوعية البيئة التي ينشأ فيها الشباب فالمجتمعات الجاهلة والفقيرة هي بؤرة لانتشار التطرف ومظاهره.

واضاف نعيمات الفكر المتطرف لا يواجه بالدبابة والبندقية انما بالفكر والاطلاع والاسلوب الحكيم، والتطرف واحد من اهم الاشياء التي يتوجب علينا مواجهتها وهي تتغذى على الفقر والتهميش وعلينا مظافرة جهودنا وبناء كتلة من البرامج المنشأة على مبدأ الخطاب الواعي الموجه للفكر الشاب.

وتابع نحن نقدر لصندوق البحث العلمي توعيته في كافة المجالات خصوصا الفكر المتطرف (الطاعون الجديد) وانشائه لبرامج وخطط ومناهج تسهم في بناء جيل جديد خال من هذه المظاهر .

ويشار الى ان هذهِ الدراسةُ الوطنيّةُ تعد الأولى منْ نوعِها بهذا الشمولِ والالتزامِ بمنهجيّةِ البحثِ العلميِّ الرَّصينِ في جمعِ المعلوماتِ وتحليلِ البياناتِ والإفادةِ منَ الخبراتِ التراكميّةِ للخبراءِ؛ بُغْيَةَ تغطيةِ ثمانيةَ عناصرَ بحثيّةٍ ضمنَ أربعةِ محاورَ رئيسةٍ، هيَ: محورُ التربيةِ والتعليمِ والثقافةِ، والمحورُ السياسيُّ والاجتماعيُّ والاقتصاديُّ، والمحورُ الإعلاميُّ، والمحورُ الدينيُّ.

كما هدفت الدراسةُ إلى الوقوفِ على أسبابِ انتشارِ هذا الفكرِ على الرّغمِ منْ محدوديَّتِهِ منْ وُجْهَةِ نظرِ الشبابِ، كما سَعَتْ إلى وضعِ خطةٍ وطنيّةٍ تتضمّنُ إجراءاتٍ تنفيذيّةً لمواجهتِهِ ومحاصرتِهِ وتحصينِ الشبابِ منَ الوقوعِ فريسهً له.

تضمن المؤتمر على عدة محاور اهمها المحور التربوي والتعليمي والثقافي قدمها الدكتور ضياء الدين عرفه، فيما تولى الدكتور فيصل الرفوع تقديم ورقة هامة عن المحور الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ، اما الدكتور مهند مبيضين فقد تناول بورقته المحور الاعلامي ، فيما تولى الدكتور عبدالناصر ابو البصل المحور الديني قبل ان تجري مناقشة عامة حول هذه المحاور وعلاقتها في مواجهة الفكر المتطرف عند الشباب.