السياحة العلاجية.. إلى أين؟
اخبار البلد-
د.ابراهيم ادم
حتى هذه اللحظة الواقع يقول اننا لم نفعل اي شيء خطأ, فالاطباء المميزون يعودون باستمرار الى ارض الوطن بعد ان حصلوا على أعلى الشهادات العلمية وعملوا في ارقى المراكز الطبية في العالم, الصيادلة وشركات الصناعة الدوائية في الاردن وفروا للاطباء كل ما هو جديد ومفيد لتقديم خدمة طبية وعلاجية مميزة وبتكلفة معقولة, مختبرات الاردن الطبية هي الارقى والأحدث في الشرق الاوسط فنحن الان لم نعد بحاجة لاجراء أي فحص مخبري خارج الاردن, حيث كنا قبل سنوات نحتاج للتعاون مع مختبرات عالمية في الخارج, ولدينا في الاردن مستشفيات ومؤسسات طبية عملاقة وحديثة قائمة وبعضها قيد الانشاء, والجدير بالذكر هنا أن قطاع السياحة العلاجية قام واستمر ووصل الى هذا المركز العالمي المرموق بجهود اردنية خالصة والاستثمار به هو استثمار اردني مئة بالمئة وهو من الاستثمارات الانجح على الاطلاق في الاردن, في السياحة العلاجية لا يوجد لدينا اي خبير أو مستشار اجنبي او شريك استراتيجي يشاركنا ناتج هذا الاستثمار الذي يدعم اقتصاد المملكة فنحن لسنا بحاجة لخبرة احد أي ان العائد الاقتصادي لهذا القطاع هو للاردنيين فقط ولا يشاركنا به أحد.
لا احد ينكر أننا وصلنا الى مركز عالمي مرموق في السياحة العلاحية لاننا تعلمنا من خبرة الثلاثين سنة الماضية وجاهزون للتطور اكثر في المستقبل ونستطيع المحافظة على موقعنا المميز في السياحة العلاجية العالمية اذا تعاون وناقش معنا صناع القرار والمسؤولون متطلبات واحتياجات تطوير هذا القطاع الداعم للاقتصاد الوطني.
نحن ندرك أن العالم حولنا يتغير بسرعة كبيرة جداً ونقدر كثيرا لقيادة هذا البلد ما نحن به من نعمة, والتغيير الذي يجري حولنا يضغط علينا من ناحيتين:
الاولى: انه اصبح لنا منافسون اقوياء جداً في السياحة العلاجية العالمية من جنوب شرق اسيا في تايلاند والهند الى تركيا في الشرق الاوسط وجمهورية جنوب افريقيا في القارة السمراء التي اصبح يسافر اليها الكثير من مرضى السودان وجمهورية تشاد الذين كانوا يأتون الى الاردن للعلاج, ان وجود المنافسين الاقوياء يفرض على القائمين على السياحة العلاجية ان يدرسوا هذا الواقع دراسة علمية وتستخلص النتائج والعبر حتى لا نفقد فرصة هي في متناول اليد الان لنبقى بين الكبار في السياحة العلاجية وان لم ندرس ونتعلم ونتطور سوف يتخلص منا المنافسون الاخرون ويجبروننا على ترك ذلك الموقع. وهذه كارثة سوف يلمس اثرها كل مواطن في المملكة لا سمح الله.
الثانية: هي ميزة الامن, الاردن بلد آمن, عمان مدينة حديثة ونظيفة واهل الاردن طيبون.. الخ, كلمات نسمعها باستمرار من المرضى ومرافقيهم ان الاردن بلد الامن والاستقرار هذه ميزة نعتز بها ونقدر لقيادة هذا البلد السهر على استمرارها, واعتقد أن قيادة هذا البلد عندها من الخبرة والحنكة وقادرة على التعلم من خبراتها وتطويرها لكي تدوم هذه النعم في هذا البلد العظيم دون ان نخسر اي شيء. لتسهيل وصول المرضى ومرافقيهم الى الاردن, واكثر من ذلك الوصول الى مناطق اخرى في العالم وفتح الابواب امام مواطنيها للسياحة العلاجية في الاردن.
كما قلت في المقدمة حتى هذه اللحظة لم نفعل أي شيء خطأ, وليس علينا أن نفعل الخطأ لنخسر كل شيء ولكننا الان جامدون, وهذا أخطر من الخطأ اذا استمر, فالخطأ يصحح اما الجمود فهو مدمر. انصح واقول لكل حريص على تقدم هذا البلد ومهتم بالسياحة العلاجية اننا بما يتم اتخاذه من اجراءات دخلنا مرحلة الجمود المدمر, المريض لا ينتظر اياماً واسابيع لكي يصل الينا واذا بقينا جامدين كما نحن ومنافسونا الاقوياء جاهزون للتعلم والتطور وفعل الاشياء الصحيحة فإنهم سيكسبون كل شيء وسنفشل نحن لا قدر الله ونخسر كل شيء.