حملات إسرائيلية لدعم جندي أعدم فلسطينيا في الخليل
اخبار البلد
حظي الجندي الإسرائيلي الذي وثّق تسجيل مصوّر قيامه بإعدام شاب فلسطيني في مدينة الخليل، الخميس الماضي، بحملة تأييد ومساندة في أوساط عناصر اليمين الإسرائيلي المتطرف، والذين ادّعوا قيامه "بما كان يتوجّب عليه فعله"، من وجهة نظرهم.
وشهدت شوارع مدينة تل أبيب (وسط فلسطين المحتلة عام 1948) ومنطقة الاستيطان في مدينة الخليل (جنوب القدس)، انتشاراً للملصقات الجدارية التي تتضمّن عبارات ورسومات تنتقد التحقيق مع الجندي الإسرائيلي المذكور في واقعة إعدامه للشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف في حي "تل ارميدة" وسط الخليل، بتاريخ 24 آذار/ مارس الجاري.
وظهرت في إحدى الملصقات، صورة لرئيس أركان جيش الاحتلال غادي أيزنكوت، وهو يرتدي ملابس "هامان" (وهي شخصية إجرامية مزعومة في التراث اليهودي، ويعدّ من أعداء إسرائيل)، وأُرفقت بعبارات "أيزنكوت عليك الاستقالة، وكذلك على بيبي (رئيس الحكومة) وبوغي (وزير الدفاع)".
وكان يساريون إسرائيليون قد كشفوا النقاب عن أن الجندي المذكور ينتمي إلى اليمين المتطرف، وأنه أيد في الماضي أعمال العنف ضدّ الفلسطينيين.
وطالب عناصر اليمين بوقف المحاكمة الميدانية ضدّ الجندي، وطالبوا الحكومة والجيش بدعمه.
كما تهافت أعضاء في البرلمان الإسرائيلي "الكنيست" ووزراء في الحكومة، إلى التعبير عن دعمهم للجندي، في حين تم إطلاق عرائض إلكترونية على شبكات التواصل الاجتماعي، للدعوة إلى إطلاق سراح الجندي فورا.
من جهة أخرى، كشفت وسائل إعلام عبرية النقاب عن أن التحقيق في واقعة الإعدام الميداني والتي لا تعدّ الظاولى من نوعها، قد أظهر أن الجندي وصل إلى ساحة العملية فقط بعد انتهاء الحدث بنحو 6 دقائق، وأطلق النار على منفذ عملية الطعن بالرفم من كونه لم يعد يشكّل أي خطورة.
كما كشفت عملية التحقيق، أن الجندي عقّب على فعلته إثر الانتهاء منها، بالقول "يستحق الموت، لقد طعن أصدقائي (في إشارة إلى الشهيد الفلسطيني)".
من جانبهم، تقدّم نشطاء من اليمين المتطرف الإسرائيلي بشكوى لدى الشرطة الإسرائيلية ضد ناشط فلسطيني من منظمة "بتسيلم" الحقوقية، وهو من قام بتوثيق عملية إطلاق الجندي الإسرائيلي للنار مباشرة صوب الشاب عبد الفتاح الشريف، في الخليل.
وذكرت القناة العبرية السابعة على موقعها الإلكتروني، اليوم الأحد، أن المحامي إيتمار بن غفير وزعيم منظمة "لهافا" اليهودية بنتسي غوبشتين، اعتمدا في شكواهم على حقيقة أن عماد أبو شمسية، الناشط من "بتسيلم"، كان في موقع العملية لتصوير الأحداث بعد دقائق قليلة من قيام فلسطينيَين بتنفيذ عملية طعن هناك، وهو ما يشير إلى ضلوعه (الناشط) في تلك العملية، على حد زعمهما.
وقال بن غفير في نص الشكوى "إن هذه ليست هي بالمرة الأولى التي يتواجد فيها ناشطو مجموعة اليسار المتطرف (بتسيلم) في المكان الصحيح بالنسبة لهم، وفي الوقت المناسب بالنسبة لهم، وسيكون من السذاجة الاعتقاد بأن هذه هو مجرد صدفة"، وفق تقديره.
وأضاف "سيكون من المناسب بحث ما إذا كان هناك تنسيق بين أشخاص مختلفين يقومون بتنفيذ هذه المخالفات ويتواجدون في المكان نفسه في الوقت نفسه".
وكانت مؤسسات حقوقية محلية ودولية ومسؤولين دوليين، اتهموا دولة الاحتلال بانتهاج سياسة الإعدامات بحق الفلسطينيين، والتي أسفرت عن إعدام العشرات منهم منذ اندلاع موجة المواجهات في الضفة الغربية والقدس المحتلة قبل نحو ستة شهور.