يهود ودواعش

جرائم القتل التي تقوم بها عصابات الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية ضد ابناء الشعب الفلسطيني باتت عملا يوميا ولا يمر يوم واحد دون قتل فلسطينيين بلا فرق ان كانوا كبارا او اطفالا، ومدن الضفة تودع كل يوم المزيد من الضحايا وتنتظر فوق ذلك الجثامين الاسيرة لزفها الى مثواها الاخير، ورغم بشاعة الفعل اليهودي المنظم والعلني لا يلتفت العالم الى ما يجري ويتركه يستمر وقد قامت الدنيا اخيرا من اجل بلجيكيا وقبلها فرنسا وكأن داعش القاتل والمجرم الوحيد، وليس اليهودي الاسرائيلي ايضا الذي تفوق بشاعة جرائمه كل انواع الارهاب.
العالم مشغول عن الفلسطينيين، ولا يكترث لأمرهم، ولم يعد مجلس الامن معنيا حتى بإرسال مبعوث اممي كما حال سوريا واليمن والعراق والصحراء الغربية، واكثر سوءا من ذلك يلتفت الى جنوب السودان ويجري تحقيقا فيه حول انتهاكات لحقوق الانسان، وقد اصدر اخير بيانا ادان فيه تفجيرات ساحل العاج واعلن تضامنه مع شعبها.
وكذلك يعمل لمساعدة نيجيريا في مواجهة بوكو حرام، ويكاد ان يذهب الى ابعد من ذلك بتخصيص قوات لحماية حيوانات من الانقراض، ولم يعد غريبا ارسال فرق متخصصة لإنقاذ قطط او كلاب عالقة، غير انه يتعامى عن الجرائم ضد المسلمين في مينامار والابادة الجماعية لهم وقد اختصر امس ذبح مئات الألوف في البوسنة والهرسك باربيعين سنة سجن على سلوبدان ميلوفيتش.
والاهمال يأتي من العرب ايضا ولم يعد هناك من ينتصر للفلسطينيين ولو بكلمة ان لم يتحول البعض الى ضدهم سرا وعلانية، وقد اختفت مظاهر التضامن في كل الساحات، ومصيبة المصائب الانقسام الفلسطيني الذي يترك الشعب في اسوأ الظروف حد امتلاء سجون سلطة رام الله بالمعتقلين وكأن سجون العدو لا تكفي، وها هي حماس في غزة تعاني الامرين ومعها الناس فيها ونتنياهو يستعد لحرب جديدة عليها لزيادة سجله في الذبح ليتفوق ويكون برقم قياسي، وشر البلية توجه وفدي حماس وفتح الى قطر لاستئناف مفاوضات المصالحة.