منظومة الخليج تقفل باب المساعدات على الأردن ومخاوف من 'أجندة إقليمية' لها علاقة بسورية
اخبار البلد- بسام بدارين - وعد رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت مواطنيه قبل أيام بتجنب رفع أسعار المحروقات عليهم إلا بعد استنفاد كل الخيارات المتاحة وهي خيارات يعرف خبراء الإقتصاد في الحكومة أنها ليست متاحة فعلا وإن اتيحت فهي محدودة للغاية مما يعني بان صيغة الوعد الحكومي تتحدث بوضوح عن رفع الأسعار قريبا وخصوصا بعد انغلاق الآفاق أمام أزمة الغاز المصري.
وعليه يتهيأ الجميع لرفع جديد في كلفة المعيشة بالبلاد، ومن المرجح ان عبارة البخيت تحاول تهيئة الرأي العام للقرار الصعب الوشيك حيث حذر وزير الطاقة خالد طوقان بان وقف ضخ الغاز المصري وبأسعار معقولة سيعني مباشرة زيادة على عجز الميزانية المالية للدولة بمقدار مليار دولار على الأقل.
ذلك عمليا يضع الأردن في قائمة المتضررين من ثورة يناير في مصر، فالحكام الجدد بالقاهرة قرروا تغيير قواعد لعبة تسعير الغاز المورد لمصر وإسرائيل ولا تملك عمان إلا إحترام الخيار والبحث عن بدائل مرة في الجزائر وأخرى في قطر وثالثة في العراق كما ألمح الوزير طوقان.
ولا تقف الأضرار المصرية عند هذا الحد فالمصالحة بين حركتي فتح وحماس قررها المصريون الجدد بعيدا عن عمان التي وجدت نفسها أمام واقع جديد فجأة، فخالد مشعل المواطن الذي كان أردنيا قبل سحب جنسيته يستقبل في صالة الزعماء في مطار القاهرة بعد أيام فقط من مناشدته شخصيات أردنية مساعدته في تأمين أي وسيلة إتصال رسمية مع الأشقاء في عمان.
لكن الأهم بالنسبة للبخيت ورفاقه في مقر رئاسة الوزراء ليس عمق الدور الإقليمي لبلادهم، فالأولية المطلقة الان إقتصادية ولابد وخلال أسابيع قليلة من البحث عن وسائل منتجة لمنع غرق الميزانية المالية أكثر في وحل العجز، الأمر الذي سيضعف الحكومة وفريقها وسيحرض النواب وسينتهي بقرارات درج رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي على وصفها بالمؤلمة حيث يسود الإنطباع بأن الأوضاع الإجتماعية لا تسمح بمجازفات من طراز رفع أسعار المحروقات مجددا.
لذلك يجمع المراقبون الإقتصاديون على ضرورة رفع الأسعار قريبا، ويجمع أعضاء البرلمان على ضرورة تجنب ذلك حتى لو تطلب الأمر المجازفة بالمزيد من العجز في الميزان المالي خصوصا بعدما تبين بان الشقيقة الكبرى السعودية أقفلت الباب تماما مع بقية دول الخليج على أي حصة مساعدات طارئة لصالح الإستقرار في الأردن.
وهنا يشير أحد السياسيين إلى ان المحاولات التي جرت مؤخرا للفت نظر منظومة الخليج للوضع المالي والإقتصادي الصعب في الأردن باءت بالفشل مما يسمح بتضييق الخناق أكثر على المملكة بهدف إعادتها مجددا لدائرة لعب دور إقليمي - سياسي ترفض لعبه قد لايكون مرتبطا حصريا بالملف الفلسطيني هذه المرة، فدوائر صناعة القرار في عمان وعواصم المنطقة تهتم كثيرا بالملف السوري واحتمالاته المربكة أيضا.
ويتابع الجميع باهتمام بالغ الملف السوري وتطوراته، ويستعد الأردنيون بعد وضع خطط طوارىء لكل الإحتمالات بما فيها استقبال أمواج بشرية من المهاجرين إلى حدود الرمثا في وسط سهل حوران.