ما الحل ؟

وردني تعقيب من احد القراء حول التدخين وطالب باقتراح مجموعة من الحلول للإقلاع عن التدخين والبدء بالخطوة الأولى ضمن الألف ميل لترك التدخين، ولفت القارئ الانتباه إلى ظاهرة انتشار تدخين الحشيش الرخيص « الجوكر « بين الفئة العمرية من 16-25 ومن الجنسين والانتباه إلى هذا الخطر المدمر وختم تعقيبه بضرورة اقتراح الحلول لقطع دابر من تسول له نفسه الاعتداء على حياة الاخرين.

ما الحل ؟ عنوان وسؤال لجميع الحالات التي أصبحت ظواهر سلبية تنفث سمومها في مثل المجتمع من مثل: انتشار المخدرات والإدمان، العنف الأسري، الضعف الديني والانحلال، الغش والاستغلال ، واغتيال الشخصية والتجني على الناس وأمثلة لحالات شاذة كثيرة يجب أن تقلقنا لدرجة البحث عن الحل بأسرع ما يمكن قبل فوات الأوان.
ترى ما الحل لمن يلقي بالوالديه وأولاده على قارعة الطريق أو في بيوت العجزة وما الحل لمن يستغل حاجة الطالب للعلم ويغرر به من خلال مكتب وهمي لشراء النجاح ، وما الحل لأشكال وأنواع الفساد الأخلاقي والمادي ؟
الحلول السريعة كالوجبات السريعة ومجانية التوصيل هي التي قضت على الكثير من أمثلة الصبر والعصامية والعزم والتضحية واضحي الحل السهل مطلب الجميع وخصوصا أجيال اليوم وضغطهم على أسرهم لشراء الحل السهل بشتى الوسائل دون مخافة الله ودون رقيب وحسيب.
نصاب بالصعقة نتيجة ما نسمع ونرى من حالات الانحطاط الأخلاقي والمبررات لطلب المزيد من الحلول السهلة وشراء النجاح دون تعب أو جهد وحتى المحاولة على اقل تقدير للشعور بالانجاز وقطف ثماره الطيبة.
ما الحل عندما نرى الخطأ ينتشر ويطغى على « الصح « بشكل محبط ومضر للنفوس السليمة والنظيفة بل ويقف الخطأ حجر عثرة في طريق من يبتغي الصواب ويتعب ويجد ويصبر ويكافح من اجل تحقيق النجاح باقتدار ؟
يكمن الحل في التربية والتنشئة السليمة والتوجيه والحوار ضمن الأسرة والتي هي عماد المجتمع ؛ لقد أصيبت أسرنا بالعديد من جوانب الضعف والمرض وكم أعجبت بعلاج تلك السيدة عند قدوم أولادها وبناتها لزيارتها ، عند الباب تضع صندوقا صغيرا لجمع الموبايلات ومنع استخدامها بتاتا والتركيز على تبادل الحديث والسؤال عن الأحوال والاطمئنان على الجميع والاستمتاع بوقت التجمع بحكايات تستحق التذكر.
ما الحل ؟ سؤال لا بد من الإجابة عليه بصدق ومواجهة ومحاولة واجتهاد ووعي والتزام والاهم عدم السماح للخطأ أن يسود وللحلول السهلة أن تطغى ولضعاف النفوس و»أولاد الحرام « من سرقة الأماني من النفوس ومنا جميعا.
بالطبع لا توجد حلول سحرية يمكن للكاتب اقتراحها، ولكنها الظواهر السلبية التي لا بد للكاتب من الإشارة إليها والتنبيه إلى مخاطرها....والشكر للقارئ والمهتم ولمن يبحث دوما عن الحل ويجنب نفسه ومجتمعه المخاطر.