لماذا بروكسل؟

انفجارات بروكسل التي كان بالامس تأتى ذلك بعد ايام من اعتقال المشتبه به الرئيسي في اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر صلاح عبد السلام.
لحظة اعتقال «صلاح عبد السلام» ابرق الرئيس الاميركي باراك اوباما مهنئا «بلجيكا وفرنسا» على الانجاز عندها ادركت حجم القلق لديهم، كما اردكت قدرة هذه الجماعات على الضرب مجددا.
طبعا باعتقادي ان التفجيرات في بروكسل تحديدا جاءت ردا على اعتقال الرجل، واثباتا على ان الخلايا فاعلة، وهنا اجتمعت «لغة الثأر ومنطق الاستنزاف».
اليوم كما بالامس تدفع اوروبا ثمن سياساتها الداخلية والخارجية، لكنها مستمرة بالانكار، ومصرة على استمرار «لغوصتها في ملفاتنا».
فرنسا بدورها ارتبكت واعلنت حالة التأهب الامني، ونشرت 1600 شرطي ودركي في الشوارع؛ ما يؤكد انهم يعلمون طبيعة «المغازلة التهديدية» الجارية في عواصم بعينها.
التفجير سيعيد خلط الاوراق في اوروبا، فمن ناحية امنية هناك ثغرات مستمرة يكابرون بطريقة التعامل معها، كما انهم لا يدركون ان المقاربة الثقافية هي اقرب الطرق الى الحل.
من جهة اخرى سيقوم اليمين المتطرف باستغلال التفجيرات لغايات كسب التأييد السياسي ومحاولة حصد المزيد من المكاسب الاجتماعية والايدولوجية.
ايضا ستوجه المزيد من مسلكيات العداء للجاليات المسلمة، وستتكثف مقاربات الرفض لتوطين اللاجئين السورين وهنا – مرة اخرى- تظهر انتهازية الغربي في التعامل مع الاحداث العنيفة.
الى الان ورغم تعدد التفجيرات من لندن الى مدريد حتى باريس لم يطرح العقل الغربي سؤال «لماذا»، ولا سؤالاً عن مسؤوليتهم السياسية والامنية عن صناعة العنف في كل مكان.