قوانين ولجان وضرب الودع ..
شحرورة غردت بها ذات يوم:
ودع ودع ..ودعْ..قرب يا جدع.
ودع ودع ..ودع.. رح تسمع البدع.
ولدينا «شحارير وفرافير» يغردون بمثلها على مسامعنا ليل نهار:
طيب؛ ليتنا نصبح مثل شعوب تلك البلدان الذين يقولون بأن سفاراتهم تتدخل في صياغة قوانيننا، فهي شعوب تحترم القوانين والمؤسسية، ولديها توافق على احترام القانون، فهذا الاحترام هو تاج الديمقراطيات جميعا، والبدع التي نسمعها هنا مضحكة بصراحة، فالتساؤلات التي يسوقها نواب، حول تدخل بعض السفارات في صياغة بعض القوانين ذات الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والأكاديمية، غير مبررة، ولو صدرت عن غيرهم لاحترمنا رأيهم، والبدعة هنا التي تبعث على التندر متعلقة بالنواب أنفسهم، فهم يعلمون أن جذور أغلب قوانيننا بريطانية وفرنسية، وهذا ليس منقصة لشعوب الأرض التي باتت تتشارك في كل القيم الكبيرة، وقيمة العدالة ومنظومة القيم الديمقراطية الحرة تشكل البنية التحتية لتحضر العالم الحديث، ولا يمكنني أن أتفهم تساؤل «المشرع» الذي لا تخرج القوانين الا بعد أن يناقشها ويوافق عليها، فالطبيعي أن يأخذ بكل وجهات النظر المهمة في الوطن وخارجه، إن كان يمتلك رؤية أبعد عند مناقشته لقانون.. لا داعي لقذف الاتهامات ذات الطابع السيادي حول الثقافة القانونية الانسانية، فهي مطلب لكل الشعوب التي تريد مواكبة الفعل الإنساني المؤثر..
وفي اللجان بدع.. و»أرّب» يا قدع :
من عندي شخصيا ومن عند جواد الله، لا يجوز أن يترشح لرئاسة الجامعة الأردنية أي من أعضاء مجلس التعليم العالي، فهم الذين قرروا عدم التجديد لرئيسها رغم إنجازاته، وهنا تجاوز على الحياد والنزاهة، إذ كيف نطمئن لقرار مجموعة من الاساتذة عدم التجديد لرئيس جامعة يطمحون أن يصبحوا رؤساء لها، أليست هذه بدعة وضربا في الودع، و»تخويث» ؟!
أنا أعلم أنه ثمة كثر من أعضاء مجلس التعليم العالي يريدون تولي هذا المنصب، وإن تولاه أحدهم فلن أسحب كلامي مطلقا، إذ كان الواجب والضمير والنزاهة، تتطلب منه أن يحيد بنفسه عن المشاركة في قرار رئاسة الجامعة الأردنية، بسبب رغبته وتمنياته وأحلامه المشروعة، التي لا ننكرها عليه ولا على غيره.. لكننا ما زلنا نسمع البدع !
وبالنسبة للحسبة؛ وفي موضوع له كل العلاقة برئيس الأردنية وبمستقبلها، وأذكر بتلك القصة التي تشبه «الدم الكذب على قميص يوسف»، والتي تنادى لها جحافل من الثورجيين، أعني المتعلقة بمجانية التعليم «الموازي» في الجامعة الأردنية لأهل عمان، لماذا يا ترى توغلون في التمييز بين الأردنيين؟ ولماذا تتجاوزون على الحقائق؟..
قبل أن تضربوا الودع على الودع وقبل أن يقترب أي «جدع» قوموا الآن بوضع آلية تتوخى العدالة بين أبناء المحافظات في موضوع التعليم الموازي في الجامعة الأردنية، خصوصا بعد تعهدكم بأن تكون رسومه أقل من رسوم التنافس، في بعض الجامعات التي لا تعتبر جاذبة وقوية كالجامعة الأردنية، لدينا أكثر من 10 محافظات فيها مواطنون أردنيون، ومن حق أبنائهم المنافسة العادلة على مقاعد الموازي في الأردنية، فيجب أن نعدل ونحدد نسبة لأبناء كل محافظة في مقاعد البرنامج الموازي في الأردنية، فهم بناء على القانون المعمول به في الجامعة الأردنية، لا يمكنهم منافسة أبناء عمان، للحصول على مقعد بناء على معدله في الثانوية العامة، حددوا نسبة من المقاعد لكل محافظة ليتنافس عليها أبناء تلك المحافظة ولا تمنحوها جميعا لفئة من الأردنيين.
يرحم الشحرورة والقصص المبتورة ويفضح أحلام العصافير التي لا تنطوي على غير البدع..
يا جدع.