سياحة دون سفر

مدهش جدا وحد التقهقر اعلان وزير السياحة خطة مشروع واعد بقدر ليس معلوماً ان حدوده هاوية او مجرد حسبة مصاري، والامر في الحالتين محل شك ان هو اردني بجد او صناعة مهربة، ولقد توعدنا الوزير او مشروعه بالرخاء عبر استقطاب عال للسياحة الخليجية هذا الموسم وانه تم التسويق لجلب اكثر قدر من منطقتهم ليحلوا ليس كضيوف وحسب وانما اصحاب محل باعتبار سياحة اصرف ما في الجيب ومتطلباتها طالما الدفع نقدا وربما مقدما ايضا.
وبالظن ان الاستعدادات على اشدها للاستقبال وما يلزم من حفاوة ومعلوم طبيعة ما ينبغي توفيره ترفيها خاصا، وقد كان وما زال حال السائحين العرب في اوروبا بلا كاميرات من اي نوع للتصوير لكثرة اهمية عدم كشف الاسرار ونفسه سيكون هنا رغم كل الديجتال والسلفي، وليس معلوما بعد كيف سيتم توفير المستلزمات لسياحة ليس مهماً فيها زيارة البترا.
وسط عمان مليء باستمرار بالسائحين الاجانب وكلهم يصورون المسجد الحسيني وسبيل الحوريات والمدرج ويتناولون الطعام في مطعم هاشم، ولطالما كان اكثرهم من نزلاء الفنادق الشعبية كمجموعات وفي تجوالهم يرتدون رموز المكان من شماغات ودشاديش تعبيرا عن الانسجام والمعايشة، وبالامكان الجزم انه لم يشاهد قط سائحا خليجيا وسط عمان كما ان مطعم هاشم لم يحتفل يوما ولو بمجرد ضيف واحد منهم، ويعلم الوزير ان بارات وسط البلد شعبية وليس فيها نواد ليلية.
ليس الامر بظاهره دوما، وما يشذ عن القاعدة لا يكون اصلا، وعليه يعد مهماً اخذ الامر على حسن النية، وما ينطبق على قوم قد لا ينطبق على غيرهم وهذا حال الدنيا. وبالافتراض الذي ليس هو حسم ان خطة الوزير السياحية استهدفت قطاعات بعينها، وان الترويج يقوم على اساس تسويق المعالم الاثرية التاريخية والدينية، وكذلك الطبيعة الخلابة، وتعدد الخيارات الترفيهية في البر الصحراوي والجبلي والبحري المميز في الاغوار وغير ذلك اكثر، وعليه يكون مأمولا الكشف عن الترويج الخاص المستخدم واعلانه هنا على الملأ فقد يكون مفيدا للسياحة الداخلية ايضا.