صالح عربيات

امس كان عطلة رسمية بمناسبة عيد العمال .. وبمثل هذه المناسبات لا يصحو عادة اكثر من نصف الشعب الاردني الا بعد الساعة الواحدة ظهرا .. فهي فرصة لا يمكن ان تعوض خصوصا ( للنوم ) !! .

 

نحن جميعا على يقين بأن هذا العيد تحديدا لا يعنينا لا من قريب ولامن بعيد ..

 

فحالة ( التشخيص ) و ( الجعصة ) التي يمتاز بها اغلب الاردنيين .. لاتسمح لاحد منهم بمجرد التفكير بوظيفة ( عامل ) ! .

 

واذا تخلّص احدهم من هذه ( العقدة ) فلن يجد اصلا من يقوم بتشغيله .. ففي احدى المرات وقد حصلت فعلا نزل احد هؤلاء الى مكان تجمع العمال في وسط ( المدينة ) املا بالحصول على عمل يومي .. وفعلا جاءت احدى السيارات التي تبحث عن عمال .. زاحم هذا الشخص العمالة الوافدة بالهجوم على السيارة .. وعندما علم صاحب السيارة من لهجته انه اردني اعتذر منه بأدب وقام وطبطب على كتفه وقال له : عمو احنا رايحين على ( صبّة باطون ) مش على ( تعليلة ) !! .

 

بكل بساطة لا يمكن اقناع احدهم بوظيفة ( عامل ) .. الا بعد عدة تطمينات :

 

اهمها ان الدوام ( فارط ) .. وان صاحب العمل ( بنمون عليه ) .. وانها وظيفة ( مؤقته ) .. وما حدا ( بشوفك ) .. اما ( الراتب ) فليس هو ذات اهمية في ظل تلك التطمينات التي تضمن عدم المساس بـ ( الجعصة ) و ( التشخيص ) !!

 

نقدر عاليا تلك الايدي الاردنيه العاملة في المصانع ونشد عليها .. لكننا في الوقت نفسه نسأل عنها عندما يتم بناء منزل لا تلمسه يد اردنية واحدة بدءا من ( حفر ) الاساسات وانتهاء بتسليم ( المفتاح ) !! .

 

المهم في الموضوع انه في عندنا عيد ( للعمال ) .. وكانت اجمل هدية قدمت لهم في عيدهم : ( شبهة فساد ) .. تم الحديث عنها مؤخرا في اتحاد العمال وبدأت هيئة مكافحة الفساد التحقيق فيها قبل عدة ايام فقط !! .

 

الى عمال ( بلدي ) .. ( بعين الله ) .. وكل عام وانتم بخير ..