أمي أنت،،
جرت العادة في دول العالم أن يتم الإحتفال بيوم الأم بمثابة عيد وتكريم لها في يوم من أيام السنة ، متناسين أن ديننا كرم الوالدين بكل يوم فهذه الأعياد التي جاءت من دول غريية هي بسبب بعدهم عن والديهم ولعدم وجود رابط قوي بين الأسرة في مجتمعاتهم، لإنهم يعيشون الضياع والتحلل والتفكك الأسري ، فرابطة الأسرة في هذه المجتمعات قلما تكون موجودة إلا من رحم ربي، فلذلك عمدوا إلى إيجاد هذا اليوم لتكريم إمهاتهم ، وكأنهم بهذا الصنيع قد قاموا بالوفاء وزيادة حسب ظنهم الخائب.
أمي أنت من أشعل عتمة الليل بسنى نورك حين كانت تغيب الفرحة، انت من كان يزرع الأمل في زمن الإحباط والضياع ، أنت من جعل من بعد المسافات أيام الغربة والترحال زورق يطوي المسافات، وانت المجداف الذي كنا به نبحر ونمخر عباب الأشواق والأهات.
أمي ،، انت من زرع قناديل الفرح فوق هدب القمر في ليل الظلمة ، انت من منح الدفء في زمن تبلد الأحاسيس والمشاعر، وحين كانت تغفو الشمس في سراب الشتاء كنت عطاءا من الخير والبركة ولأمل،
أنت يا أمي من جاعت لنشبع ، وعطشت لنرتوي ، وأنت من خبئت دمع الألم لنضحك، وأنت ياأمي من ضحكت رغم وجع الحزن والألم حتى لا نحس بألم.
انت يا أماه كنت فجرا يسطع قبل أن تلملم الشمس عباءة نومها وتخرج في العلياء، أنت يا أماه كنت زاد المرتحل في ديار الغربة ، انت الوطن حين كنا نضع جوازات السفر لنحصل على ختم الخروج.
أنت مرود الكحل الذي طرز عيون الشمس بعيون وضاءة، أنت ربيع العمرحين عشنا خريف الأيام في ديار الغربة .
أمي أنت بحر العطاء حين مات البحر في وطني ، وأنت النهر الدافق زخما وخيرا وبركة ،
أمي أنت مرفأ أرخيت فيه مجاديف السفر وعدت لحضن العطاء الذي لا ينضب معينه ، ولا ينفد .
أمي أنت النبع الصافي في واحة الحياة التي جفت ينابيعها ، وتلوثت بسود الليالي مآقيها .
أمي أنت السلام حين يشتد الكرب، وأنت الأمل حين نفقد صواب الدرب ، أنت بوصلة الحياة حينما نتوه في غياهب الضياع ، وحين نتوه في دياجير البحث عن الحقيقة.
فلك مني يا أمي أجمل الأماني بحياة طيبة كريمة ، وجعل منزلك الفردوس الأعلى من الجنة ، وغفر الله لنا ولوالدينا وجميع ألمسلمين .