إضاءة على المجموعة الشعرية "إشراقات في حضرة الخلوة"

اخبار البلد

 

بقلم: صابرين فرعون

تكثيف المعنى ودلالات الجملة الشعرية يفتح آفاقاً على اللغة والمضمون عند الشاعر عزالدين جنيدي، في مجموعته الشعرية "إشراقات في حضرة الخلوة"، فالصورة تحتوي على ترميز ومفارقات ومجاز تعمل على رسم الخارطة الدلالية للشعرية وسيمفونية المفردات التي تحضر ببصمة الشاعر..

يلحظ القارئ لهذه المجموعة زهداً وتقشفاً، حيث تتوحد الذات مع محيطها، وأيضاً تتمازج مع لغة التورية والازدواج، فإذا بها تنصهر وتنتقل عبر وجهاتها: من المادي للمحسوس ومن التجسيد للتجريد ومن الواقع السردي للمتخيل الوصفي والعكس، يتضح ذلك في مقطع من نص "على مقاس الحلول":

أنا ما أفسدتُ للمنامة
سَرنمة فقيهٍ
عضّته اللذة خلسةً
بوِهاد التصوُّف
كيف بي أن أهادن؟

كما أن الإمبريالية اللغوية تتغلغل في الأخيلة لدى الشاعر، فيتفرد برؤاه الفكرية التي تهيمن على العبارة الشعرية، لتفرض تواصلاً بنيوياً للنص، يُخرِج الرمز من متاهات اصطلاحية ويتيح المعاني للقراء على أنواعهم..

اهتم برسم عتبات قصائده ببساطة وحيوية واستقطاب على ثلاثة فصول "وجع السؤال في حضرة الخلوة"،"نبضات على مقام الجمر"،"نبضات من همس الحروف،تباشير من إرباكات العشق"، فكانت انعكاسات الذات فيها تُكمل وجدانية الواقع من اغتراب وحنين، يُستدل بمفاتيحها "متونها الشعرية" على المعاني الروحية..

كما أن الشاعر اعتمد الأسلوب الاستفهامي في استنطاق إجابات"إشراقات" لتساؤلات الخلوة، والمقصود بها العزلة والتوحد والاندماج مع الطبيعة التي يستمد منها صوره، واحترام التأمل والحكمة وفهم الوجود الإنساني والانفتاح على عوالم المفارقات والنضج والوعي بكيفية صنع هُوة للمعاني في جدار ينقش عليه تأملاته الشعرية..