المستعربون والعرب العاربة

العرب العاربة والعرب المستعربة مصطلح متداول في التاريخ العربي , حيث يطلق علماء الأنساب على عرب الجنوب بأنّهم من العرب العاربة , وعرب الشمال بأنّها من العرب المستعربة , وهي مقولة لا أستبعد أن تكون من دسّ المستعربين موضوع مقالي هذا لأنّ هؤلاء المستعربين منذ وطئت أقدامهم جزيرة العرب بعد أن أجلاهم الرومان عن الشام مارسوا كلّ ما عرف عنهم من كيد ومكر وفساد وإفساد في جزيرة العرب , بدءا من التجارة بالأعراض وبناء اقتصاد ربويّ جشع , وزرع الفتن والدسائس في أوساط الشعب العربي الذي يعودإلى أرومة واحدة ويتكلّم بلسان واحد , فجعلوا العرب عربين : عرب عاربة وعرب مستعربة , ومن يستطيع أن يفعل مثل ذلك غير اليهود ؟؟

كتب المهندس أحمد عبد الغني قائلا : ((تأسست وحدة المستعربين في الثلاثينيات من القرن الماضي لقتل وتشريد الفلسطينيين وعادت للعمل في الانتفاضة الأولى والمقاومة تمكنت من تصفية مؤسسها وقائدها اغتال أفرادها 422 فلسطينيا بين عامي 1988 و2004 ومعظمهم يعانون الصدمة النفسيّة بعد انتهاء الخدمة.وحـدة (المستعربين) التابعة للشرطة الصهيونية وتحديدًا لحرس الحدود، تُسمى أيضًا (فرق الموت) عناصرها يعتبرون من الوحدات المنتقاة، عربيةٌ هي ملامحهم، وملابسهم، وعاداتهم وتقاليدهم، وحتى لغتهم بين الفلسطينيين يندسون ربما لدقائق أو ساعات أو أيام، وقد تمتد لشهور، وما إن تحين الفرصة على فريستهم ينقضون، والنهاية في معظم الأحوال: جمع معلومات، أو اختطاف شخصيات، أو تصفية مقاومين فلسطينيين، أو تفريق متظاهرين. إنهم 'مستعرفيم'، وهي كلمة عبرية تعني المستعربون، وهم يهود وأيضًا بعض العرب، يعملون في وحداتٍ أمنية صهيونية تسمى بوحدات المستعربين.)) انتهى ...... ولا تقلقني هذه الفئة من المستعربين لأنّها مكشوفة أو سرعان ما تنكشف , ولكن الكارثة في "وحدات " و " شخصيات " مستعربين بهذا المفهوم زرعت في أوساطنا على مرّ التاريخ , وبذرت بذور فتن نمت وتجذّرت ولا يزال المسلمون يعانون منها , وربما أضفيت عليها هالات مقدّسة لا يسمح بمجرد الإشارة إليها بسوء وإن وثق التاريخ اشتراكها في مؤامرة اغتيال عظيم الإسلام عمر بن الخطاب إلاّ أنّ أحدا لم يقف عند ذلك

فإنّ كان دم بذاك الوضوح واعتراف بذاك الوضوح لم يلفت النظر فكيف بما كان دونه أو أخفى منه !!!

لن أقف عند أولئك المستعربين من فرق الموت بمختلف صور الموت على مرّ التاريخ فذاك أمر يحتاج إلى مرافعات ومجلدات ولكن دعونا نلتفت لتاريخنا القريب وواقعنا العجيب الغريب , ولننظر إلى ما وصل إليه حال الشعب العربي من تفسّخ وتشرذم نتيجة سياسات ممنهجة فرضت عليه بشكل ظاهر للعيان منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وإن كان التمهيد لهذه الحال سبق ذلك بقرن من الزمان على الأقلّ , والذي نفذ تلك السياسات في دنيا التعليم والإعلام والفكر والثقافة والاقتصاد هم أشخاص أغلبهم من النكرات المجهولة وإن كانوا بلون بشرتنا ويتكلمون بألسنتنا فهل يحقّ لنا نتساءل عن أنسابهم وأصولهم , ومن أين جاءوا وكيف جاءوا ؟؟ هؤلاء الذين أصبحوا رموزا في جميع مجالات الحياة , وأولئك الذين كانوا يديرون الأمور من وراء الكواليس , وأولئك الذين تحكّموا بمقدرات البلاد والعباد ؟؟ أليس من المحتمل جدّا أن يكونوا هؤلاء من المدسوسين ممن ينطبق عليهم مصطلح المستعربين بالمفهوم الذي أورده المهندس أعلاه ؟؟ ظهر في تاريخ الأمةّ شخصيات ورموز دخلت التاريخ من أوسع أبوابه وعند العودة لبداياتهم نجد عنهم معلومات تلقي الأضواء على حياتهم وسابق نشأتهم ولكننا في هذا العصر أبتلينا بأناس اشتهروا وإذا بحثنا عن ماضيهم لم نجد شيئا , ألا يثير ذلك الريبة وخاصّة إذا رأينا ما فعلوه في هذه الأمّة من فساد وإفساد وما مارسوه من مؤامرات , وما فعلته أيديهم من قذارات ؟؟

محزن جدّا أن يكون مستعربي فرقة الموت الحالية مكشوفة لأطفال فلسطين ومستعربي فرق الموت في بلدان العرب والمسلمين رموزا وأبطالا , يصفّق لأحيائهم , ويترحم على أمواتهم .

محزن جدّا أن يصل اختراق العقل العربي المسلم إلى هذه الدرجة ونحن نتغنّى بأننا أهل العقل والفطنة ؟؟

فهل نستطيع إعادة النظر فيما حولنا لعلنا نفيق فلا نجري خلف الضبع الذي يقودنا لوجاره لافتراسنا , ونحن نشاهد أكوام جماجم الآباء والأجداد حول عرينه فلا تلفت أنظارنا ولا تكفي

لإيقاظنا من غيبوبتنا ؟؟

هل يأتي يوم نشاهد قائمة سوداء بهؤلاء المدسوسين بمختلف المجالات بما فيها الدين نفسه ؟؟