ما بين عبدالله النسور وعاطف الطراونه "ضاع" أخليف ..

اخبار البلد : خاص 

حسن صفيرة
 

جملة من الاسئلة متعددة الأطراف والمحاور رافقت نبأ اعلان  قرار مجلس التعليم العالي ممثلا بوزارة التعليم العالي والقاضي بعدم التمديد لرئيس الجامعة الأردنية د. اخليف الطراونة، تلك الاسئلة التي وضعت الحكومة ممثلة برئيسها عبد الله النسور وفريقه الوزاري تحت قفص الاتهام وذلك إزاء التفريط بكفاءة كبيرة وغير عادية واستثنائية في شخص الدكتور الطراونة.

د. اخليف الطراونة الذي تسلم سدة رئاسة الجامعة الاردنية في اذار عام 2012 قاد الجامعة نحو نجاحات لم تسجلها في العقود الاخيرة من عمرها، ولا يُسجل على الرجل "الزوبعة" الاخيرة التي قادها طلبة محتجون على رفع الرسوم، بل على العكس تماما فقد حذر الدكتور الطراونة في اكثر من مقام من مغبة رفغ الرسوم، كما حذر من تداعيات التردي الاقتصادي وارتفاع مديونية الجامعة الى 50 مليون دينار ، وهو الامر الذي على ما يبدو سجله رئيس الحكومة عبد الله النسور في حينه بقائمة "المغضوب عليهم" !!

فعندما يبلغ عجز الموازنة 50 مليون دينار والذي يقف عائقا كبيرا أمام مضي الجامعة في خططها وبناها التحتية ومرافقها وتحسين رواتب طواقمها، ومضاعفة ميزانيات البحث العلمي وتوفير البيئة الملائمة لتشجيعه، وعندما يقف رئيس الحكومة عبد الله النسور وفريقه الحكومي امام هذا العجز دزن ادنى فعل مسؤول فهي دعوة مفتوحة ومباشرة من الحكومة لتعطية العجز من خلال رفع الرسوم، السياسة ذاتها التي دأبت الحكومة عليها في التقليل من عجز المديونيته برفع مستوى الضرائب ورفع الاسعار والقائمة تطول.


 'الأردنية' في عهد د. الطراونة - د.الطراونة فقط-  قطعت شوطا كبيرا في تنفيذ الخطة الاجرائية للاستراتيجية عبر زيادة الانفاق على البحث العلمي واستقطاب المتفوقين والمتميزين علميا، والتواصل مع الخريجين، وارشفة ملفات الموارد البشرية وربط عمليات الجامعة الإدارية وحوسبتها، وفي عهده فقط حصلت على تصنيف خمس نجوم في قدرة الخريجين على التوظف والتسهيلات التي توفرها الجامعة لطلبتها (البيئة التعليمية)، وسهولة الوصول من حيث المنح المقدمة والخدمات لذوي الاعاقات على مقياس (qs) العالمي للجامعات.

هذه بعض انجازات د. الطراونة في الصرح الاكاديمي الأول على الصعيد الوظيفي، واما على الصعيد الوطني للرجل، فمواقفه تثلج الصدور وتسر القلوب، وهو الامر الذي يتعارض مع نهج "التسويات" التي برعت فيها حكومة عبد الله النسور، ولعل د. الطراونة والذي شارك في وقفة احتجاجية نفذها طلبة الجامعة في قلب الحرم الجامعي عند برج الساعة  ابان قضية حرق الصهاينة لمنزل الفلسطيني الدوابشة في شهر آب الماضي، بمعية عدد من أعضاء الهيئة التدريسية، والذين أدوا جماعة صلاة الغائب على روح اسرة الدوابشة وأرواح شهداء فلسطين، وطالبوا بطرد السفير الصهيوني من عمان، لعله لم يكن حينها يدري بأنه سيدفع ثمن موقفه الحر المعادي للصهيونية !!ا

وفيما يتعلق بالمعلن أو اللامعلن بعلاقة عبد الله النسور رئيس الحكومة وعاطف الطراونة رئيس مجلس النواب، فإن المخفي واللامخفي يحمل الاشارة الى ان التجاذبات ولا نقول الصراعات بين قطب الحكومة الرئيس النسور وقطب المؤسسة البرلمانية المهندس الطراونة، اسهمت بصورة ما بقصد او دون قصد في قرار اقصاء الطراونة اخليف، وتلك قد ترقى لمستوى اليقين او الشك ربما بانها احدى ادوات الاقصائية التي فرطت بقامة اكاديمية وعلمية شامخة كما هو د. اخليف الطرونة، فالصراع السياسي تحت القبة تم استثماره بصورة غير مشروعة في ترجيح كفة الاقصاء وهكذا صار !!


د. اخليف الطراونة والذي "زمرت اشادة وطبلت له الحكومة ورئيسها عبد الله النسور قبل اقل من شهر، هو حالة انسانية ووطنية واكاديمية لن تتكرر ، والتفريط به يستدعي مراجعة القرار باسرع ما يمكن، بل ويستدعي تدخل صناع القرار الحقيقيون ممن يؤمنون بأن أمانة الوطن الأردني في عغتق د. اخليف الطراونة وكل من يُشبهونه، صان الامانة والعهد والوعد ، فكافئه عبد الله النسور بالاقصاء والاطاحة ولو استطاع لوصل الأمر الى قطع الرأس ،  ربما لتصفية حسابات ما ، او لربما ان مواقف د.الطراونة عرت النهج الحكومي وادائه المترهل منذ تشكيل الحكومة، بيد ان يقاء حكومة النسور ليس لحسن ادائها، بل  لان  الظرف الاقليمي السياسي ساهم ببقاء النسور وثلته من الفريق الحكومي الذي لم يُسمن قضايا الوطن وما اغناها عن جوع !!