كلام على الماشي

ليس مهماً كل الذي يجري، فقبله كان ما هو اشد مرارة وقسوة واعظم، ولطالما اشتدت الدوائر ونالت من الاشياء برمتها، غير انها انغلقت نحو فتح ابواب خرج منها بصائص آمال، وهذه هي التي محط أحلام الانتقال، ليكون الغد ليس اليوم بما يسمى السير نحو المستقبل، رغم كونه مجهولا، والسعي إليه هياماً بكل الاوجه، باعتبار استمرار الخيبة، وبدلا منها الاذعان، وهنا يكمن سر الدونية حد انعدام نيل شرف الفشل، طالما ليس هناك عمل او مجرد محاولة.

والاشياء تتحدث عن نفسها، ولا حاجة لمن يفسرها لكثرة الهدر بالقيم، وكلما غابت الكرامة، وهذه مفقودة منذ ارتضينا سلاطين أتخنهم اقل من وزن ريشة، وهناك من يسأل: لم الرياح تتجاذبنا نحو مزيد من القاع او الهاوية؟ ولم يعد مهماً اليوم سوى النجاة، وان هي مغادرة بلا فرق عن غربة وحال اي غريب، وكأن جنسية اي دولة تجوز وتكفي عدا انها عربية!

وحجم التردي بحدود انعدام أي انفعال، ولم يعد هناك من يذكر ثورة غضب إلا إن كانت من اجل لذة، وأساسا لم يرشح احد نفسه لمنصب المعتصم، وها هي التحف تتهافت دشاديش ورائحة كاز مبعثة قرارات من وزن على بال من الرقص بالظلام، وقد تبين ان موريتانيا الملاذ الاخير للقمة، ثم انه لم يعد مبهرا ان تتسيد النعجة، او ان يكون التيس في مقدمة الصفوف، وإلا ما معنى خراب سورية والعراق وليس حالهما كمالطا.

خذ لك، امريكا مشغولة تماما بانتخاباتها، وما بين كرامب وهيلاري السيدة المحترمة جدا مع العرب، وبموجب التوقعات سيحسم الامر بينهما اليهود الامريكان، غير أن هناك اشارات لقوة حسم اساسها يهودي ايضا من اصول سياسية عباسية وسليمانية وهشلمونية وسيسية وحمدية وسعسوعية ومغتربية، وليس أكيدا منها الجزائرية والتونسية، او الصومالية؛ لانعدام الرؤية.

وأغرب ما في الكلام كثرته وقلته معا، طالما أنه مجرد حكي، تُرى: أين هو من سيفعل؟