تساؤلات حول الجامعة والسياسة

كُلُّنا بدأتْ تتكوّن مداركنا السياسية أيام الدراسة الجامعية، وكُلُّنا تشكّل وعيه السياسي أيام الجامعة، وكلّنا تشكّلت هوياتنا السياسية في أروقة الجامعات وقاعات المحاضرات، وليس هناك من مجتمع حيّ لا يعبّر شبابه عن آرائهم السياسية.

ونحن لا نتحدّث، هنا، عن اعتصام طلبة «الأردنية»؛ فمن الطبيعي أن نؤيده، ونطالب أصحابه بالإصرار على مواقفهم في البحث عن أبسط حقوقهم، ورحم الله طه حسين الذي كان يقول إنّ التعليم يجب أن يكون مجانياً كالماء والهواء.

على أنّنا نتحدث عن مقولة إبعاد السياسة عن الجامعات! وكأنّها جُزُر معزولة عمّا حولها، وهي مقولة تبدو في ظاهرها مدافعة عن منطق العلم والتعليم، ولكنّها تهدف إلى تكريس روح الخنوع والسلبية، والقبول بالأمر الواقع عند شبابنا، وهذا ما يمكن وصفه بكل بساطة بوضع العراقيل أمام أيّ إصلاح سياسيّ مقبل.

تُرى: هل يعرف مسؤولونا أنّ جلالة الملك يحرص على أن يقتطع وقتًا من برامج زياراته عواصم القرار الدولي المزدحمة، ليتحدّث أمام طلاب جامعاتها الكبيرة؛ لأنّه يعرف أنّ هؤلاء سيكونون أصحاب القرار بعد قليل من السنوات؟

وهل يعرفون أنّ كلّ القيادات السياسية بدؤوا نشاطاتهم في أثناء دراستهم الجامعية؟ وهل يُقدّرون أنّ تنزيل سنّ الانتخاب إلى الثامنة عشرة هدف إلى إشراك الشباب في أوّل سني دراساتهم الجامعية؟

ويبقى أنّ علينا التساؤل: هل يُعقل لطالب يدرس العلوم السياسية في الجامعة أن يكون ممنوعاً من ممارسة السياسة، والدفاع عن الحقوق هو أوّل مبادئ السياسة؟!!