اعتصام الأردنية.. اليقظة مطلوبة

اخبار البلد-

 

ديما الرجبي

 
 
 
 

 

عندما يدخل اعتصام طلبة الجامعة الأردنية أسبوعه الثالث فهنا يجب أن تراعوا أمرين :
الأول سلامة الطلاب وثانياً سلامة هذا البلد , فهم ليسوا أصحاب أجندات سياسية ولا مؤدلجين , هم طلاب في مواجهة قرار مجلس الأمناء الذي لم يراع ظروفهم رافعاً الرسوم الجامعية ضارباً بعرض الحائط القدارت الفعلية المادية لذوي الطلبة ولمن يتكفل بنفقات دراسته بنفسه.
وإذا كان الإقبال على التعليم العالي أعلى من غيره فهل يُعقل أن يتم التضييق على الطلبة في سعر ساعة الموازي لتغطية التكاليف الفعلية للبرنامج ؟
إذا كان البعض يرى ان هؤلاء الطلبة بأنهم مُحرضون لفعل كل تلك البلبلة فعلينا أن نكون يقظين لمن يستغل مثل هذه المواقف لتنفيذ « أجندات» أصبحنا جميعاً مُطلعين عليها ونحن نعلم بأن الجسد الشعبي الأردني قوي ومتماسك ولكن الفوضى عمياء ولا تحتكم إلى العقل وستكون فرصة مواتية للعب على أوتار حساسة وسبق أن تم استغلالها.
جُلّ ما يحتاجه الطلاب اليوم هو التفهم للعبء المادي المترتب على الدراسة والذي أصبح متساوياً مع أسعار رسوم الجامعات الخاصة، طموحات طلابنا لا حدود لها ولكن تبقى مشكلة التكاليف واحدة من أكبر العوائق التى تجهضها وتحد منها، قد يتراجع الطلاب الذين ينتمون الى عائلات عادية عن بعض طموحاتهم لعدم توافر القدرات المادية وبعضهم يأخذ على عاتقه العمل بدوام جزئي بهدف سداد القسط التعليمي, وقد تنعكس فكرة تجزئة الوقت بين العمل والتعليم إلى إهمال الأخيرة بحيث يتلقى الطالب علامات فصلية متدنية قد تضطره لإعادة المساق التعليمي وذلك من شأنه أن يزيد من العبء المادي على الطالب لتأتي تلك القرارات التي أشعلت الغيظ فيهم واخرجتهم عن صمتهم.
والشيء بالشيء يُذكر العملية التعليمية بكافة مؤسساتها الخاصة والحكومية بدأت تأخذ الطابع التجاري من حيث رفع التكلفة ،علماً أن المواطن الأردني بكل ما يعصف به من ضغوطات مادية ما زال يضع على سلم أولوياته التعليم الذي كفله له الدستور الأردني ، من هنا يجب إعادة صياغة القرارات بما يتناسب والحالة السياسية المحيطة ومراعاة نقاط ضعف الشباب واحتياجاتهم للحفاظ على عصب الوطن وخلق لغة حوار بين أصحاب القرار والطالب حتى لا تتحقق ادعاءاتكم على غضبهم المشروع.
فما بين ما يكابده الطالب من معاناة لكسب شهادته الجامعية من جهة والبحث عن دخل مادي ليعيل نفسه والبحث عن فرصة عمل بعد التخرج فهنا يجب أن نورث «الرحمة» في التعاطي مع قضاياهم.
نتمنى أن ينتهي الاعتصام بتحقيق مطالبات الطلبة ولن نتسرع في رسم مشاهدٍ مستقبلية إذا ما بقي الحال على ما هو عليه، والحكمة مطلوبة اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى.. إن كنتم تعلمون!