سامحنا ايها الميزان

اختارت العداله كفتا الميزان رمزا احداهما للواجب واخرى للحقوق وان مال احدهما اختلت العداله واليوم اطلب من الميزان ان يسامحنا فهو مائل ومنحني فبي زمننا هذا بعد ان كثر المطبلون والمزمرون وطغت الفوضى وتغلبت الذاتيه فكثر الجالسون على دكه المتفرجين شامتين حاقدين منظرين وتعددت القابهم وتلونت وجوههم واصبحوا قناصين للفرص كروشهم متدليه مترعه كجيوبهم وضمائرهم نائمه تراهم بثياب النساك وانيابهم اشد قسوه من انياب الذئاب يطوفون ليل نهار ينشدون الدعمم والمؤازة والتاييد متناسين ماصنعت ايديهم فهم القادرون على الوقوف لساعات طويله على خشيه مسرح الحياه حتى غدى الواقع نفسه أكثر خيا لا من الخيال ، يزدحم بالمدهشات ، والأسئلة المتناقضة والمتقاطعة التى تثير الدهشة ، وتبدو مخيفة فى حال تأملها من دون شائعات. عندما نقرأ في مفردات الحياة لنعيش لكرامة وطن ونتحرك من أجل قضايا أمة ،فإن علينا أن نسبر الأغوار ونتفحص القيم لنتعالى عن المناكفات ونتدارك المناورة والابتزاز حتى نستطيع فهم هموم المواطنومشاكله واحتياجاته والامه قبل اماله والتخفيف عن أحزانه .

يجب أن تكون معاناة المواطن واحتياجاته وأمنه واستقراره أولوية يعمل الجميع على تحقيقها كل من موقعه ،نائبا او عينا او وزيرا او رئيسا او مديرا معلما كان أو مثقفا أو سياسيا أو إعلاميا أو مهنيا أو أمنيا أو عسكريا أو غيره ، حتى لا يبتعد كل عن مسؤوليته وواقعه ويعيش المثالية والخيال لأنه لا معنى على الإطلاق للتفكير في هذه المرحلة ان كان لا يخدم الواقع المعاش ، بل إنه كمن يعيش السراب ولا يفقه الحياة بتفاصيلها الدقيقة ومعاناتها المؤلمة .

والبعض همهم الأول يكمن في شخصنه القضايا والتطبيل لمن يسيرون في فلكهم ومن كان كذلك فليس جديرا بمعالجة هموم المواطن ولن يحقق حلم وطن ولن يرى بريق نوره لأنهم عادة يعيشون في وحل الحزبية والمصالح الذاتية ويعتبرونها مشاريع وخيارات استراتيجية للتدمير والتمزيق وهم في العادة من يحملون هذه المشاريع على يافطات لا أخلاقية لأنهم يعيشون الإفلاس في تفكيرهم ونظرتهم لعلمهم بأنهم لن يحققوا للوطن مكاسب ومستقبلا هم أساسا من دمروه ونهبوه وأفسدوه ، وهم أيضا يعلمون بأن المواطن مهما كان في بساطته فلن يقبل بتضليلهم وتطبيلهم لأنهم من ملأوا ذاكرته وعقله ، حتى الذي لم يعلم بجرعهم وإقصائهم وتهميشهم ومصادرة الحقوق وممارسة القمع والتركيع التي قلَّما يشهد لها التاريخ مثيلا ناهيك عما يمارسونه تجاه الشعب من سلوكيات دون رادع او وازع أوصلت الوطن إلىهذا الحال .

مع اعتقادهم بأنهم أباطرة السياسة ورجال الدولة الذين لا يشق لهم غبار ، وفي الحقيقة كمن ذهب للاتجار وهو خالي الوفاضهم .

وللمعتقين نقول إن من يعيش لوطنه هو من يعيش لأمته ومن يعيش كذلك هو من يتعالى عن القضايا الثانوية في دهاليز سياسات الزوايا المظلمة لتحقيق القضايا الكبرى والعليا التي تجمع ولا تفرق و تبني فراغ الشتات بدلا عن التمزيق ، وهؤلاء بحق هم قامات الإنجاز الميداني المكتسب من الإرادة والعمل ، لأنهم يدركون عظم المسؤولية ويدركون عظم التقصير وبالتالي فهم لا يبحثون عن التنظير إلا في إطار التطبيق ، والمرحلة بحاجة إلى رجال وطن ينذرون أنفسهم لله وفي خدمة الوطن وقضاياه وهؤلاء هم رجال المرحلة ...