أموال الزكاة تخصم من صافي الضريبة

أخبار البلد  - 

 

أعلن وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور هايل داود، ان الوزارة شارفت على الانتهاء من قانون الزكاة الجديد حيث سيتم رفعه الى ديوان التشريع والرأي ثم الى مجلس الوزراء ليسير بالاجراءات الدستورية ليتم نفاذه.
واضاف داود خلال رعايته لندوة حوارية نظمتها غرفة تجارة عمان بالتعاون مع صندوق الزكاة امس تحدث فيها العلامة الدكتور محمد راتب النابلسي عن تعظيم شعيرة الزكاة واهميتها ودورها بتزكية النفس وتقوية المجتمع ، ان القانون الجديد سيحتسب المبالغ المالية التي يدفعها الناس زكاة عن اموالهم ويتم خصمها من صافي قيمة الضريبة السنوية التي تستحق عليهم مؤكدا ان هذا القانون يدفع الناس لدعم صندوق الزكاة ولتحفيز الناس لدفع زكاة اموالهم عن طريق الصندوق.
واضاف داود، ان الصندوق يعمل على جمع زكاة الناس بطريقة اختيارية ويقوم من خلالها بفتح مشاريع ودعم الاسر الفقيرة على مدار العام ويضمن استمرارية الدفع للاسر الفقيرة لتحسين وضعها الاقتصادي ومنعها من العوز وسؤال الناس.

وقال داود، ان معنى استخلاف الله للانسان في الارض تعمير الارض وتطويرها ولا يتم ذلك الا من خلال التجارة ودورها في امن المجتمعات وتطورها والرسول الكريم عليه السلام عمل بالتجارة وكذلك صحبه الكرام وعدد من المبشرين بالجنة، مشيرا الى ان الزكاة باب مهم من ابواب الحفاظ على امن المجتمع واستقراره فالعلماء يدرسون الناس بافكارهم والتجار يدرسون الناس باعمالهم.
من جهته قال الدكتور محمد راتب النابلسي ان الزكاة عبادة مالية صرفة والعبادات متنوعة منها شعائرية كالصلاة والصوم غير ان الزكاة عبادة مالية صرفة يقول سبحانه وتعالى «خذ من اموالهم صدقة»، ولان المال قوام الحياة فالصدقة تؤكد صدق الانسان وايمانه بربه وطاعته له سبحانه وادق ما في الآية الكريمة ان هذه الصدقة تطهر النفوس وتزكيها، فهي تطهر نفس الغني من الشح والفقير من الحقد والمال من تعلق حق الغير به وكذلك تنمي مال الغني وتزكي نفسه وترقى بها، لان العمل الصالح يرقى بالانسان ويرفع الى الله تعالي ويعود ثوابا وسكينة تسعد بها النفوس.
واشار الى ان هناك حقيقة مركزية للصدقة التي سماها الله تعالي بذلك لانها تؤكد صدق الايمان اولها معرفة الآمر وهو الله تعالى والمأمور وهو الانسان المخلوق المكرم الذي وهبه الله عقل للتفكير به وغذاؤه العلم والقلب الذي غذاؤه الحب والجسم وغذاؤه الاكل والشرب فاذا فهم الانسان علة وجوده صح عمله وسعد في الدنيا والاخرة فالانسان عقل يفكر وقلب يحب وجسم يتحرك.
واوضح بان الزكاة كذلك نماء للمال نفسه وبركة فيه وزيادة في مال الغني لان تأديته للزكاة ترفع القوة الشرائية عند الفقير ما يعود بالنفع على دافع الزكاة وكذلك نماء لشخصية الفقير بانه يشعر بانه ليس ضائعا في مجتمعه وان هناك من يهتم به ويمد يد العون والمساعدة له ويحرص على حفظ كرامته، اضافة الى انها من اهم وسائل تقوية المجتمع ووسيلة لتقريب المسافة بين الأغنياء والفقراء.
وقال رئيس غرفة تجارة عمان عيسى حيدر مراد ان للزكاة دورا مهما في الحياة الاقتصادية والاجتماعية وذلك بمقارنتها بما تقوم به الحكومات والدول عند فرض الضرائب بهدف زيادة مواردها المالية وتعطيها تسميات مختلفة وفي النهاية يتم دفعها خوفا من القانون او الغرامات في حال التاخير، اما الزكاة فهي ذات معان سامية وخصوصية بحكمها طواعية لمساعدة المجتمع وتطوره وامنه واستقراره. واشار الى انه وعند النظر الى الزكاة نجد ان لها دورا اخر في معالجة الازمات الاقتصادية كونها تترك اثرا واضحا في البناء الاقتصادي الصحيح القائم على الانتاج الحقيقي الملموس والزكاة تلعب دورا في تحريك السيولة النقدية بشكل مباشر عن طريق تحصيلها وتضمن توزيع العائد الاقتصادي لتحقيق العدالة الاجتماعية