الهجوم الكيمياوي يقوّي رغبة بغداد بالانتقام من داعش

اخبار البلد

تعهد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي السبت الانتقام من تنظيم الدولة الاسلامية بعد قصفه بلدة تازة جنوب كركوك ما اسفر عن اصابة مئات من سكانها بحالات اختناق وطفح جلدي يرجح انها ناجمة عن اسلحة كيميائية.

وقال العبادي خلال لقائه وفدا من وجهاء ناحية تازة وقرية البشير المجاورة ان "ما اقترفته عصابات الدولة الإسلامية الارهابية في مدينة تازة لن نمرره من دون عقاب وسيدفع مرتكبوه الثمن باهظا".

وتعرضت ناحية تازة (25 جنوب كركوك) إلى قصف بصواريخ الكاتيوشا، أطلقها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية، من قرية البشير القريبة يومي الخميس والجمعة الماضيين.

وقالت السلطات العراقية إن الصواريخ كانت محملة بغازي الخردل والكلور.

وأعلنت الجبهة التركمانية العراقية السبت ارتفاع أعداد المصابين في الهجوم بالغازات السامة إلى 670 شخصا.

وقالت الجبهة في بيان إن "ما حدث في ناحية تازة خورماتو التركمانية هي بمثابة إبادة جماعية ونهج جديد لعصابات الدولة الإسلامية الإرهابية، وهو في الوقت ذاته استهداف للانسانية جمعاء، حيث استشهدت طفلة تركمانية مع إصابة 670 مواطنا جراء الأسلحة الكيمياوية حسب الإحصاءات الأخيرة، سبعة منهم في حالة خطرة تم نقلهم إلى العاصمة بغداد".

وأكدت الجبهة التركمانية العراقية أن "هذه الفعلة الشنعاء هي استهداف واضح للوجود التركماني في العراق وتطهير عرقي بحق الشعب التركماني".

ودعت الحكومة المركزية وقوات التحالف الدولي للتدخل "الفوري والسريع لتحرير قرية بشير التركمانية، لدرء مخاطر استهداف الأهالي في ناحية تازة خورماتو التركمانية"، مطالبة "مديرية البيئة العراقية بالتحرك العاجل والفوري من أجل معالجة التلوث البيئي نتيجة القصف الكيمياوي".

وأعلن عضو لجنة الصحة والبيئة في البرلمان العراقي عبد الهادي موحان الجمعة عن "أول حالة وفاة نتيجة قصف تنظيم الدولة الإسلامية الثلاثاء ناحية تازة خورماتو جنوبي محافظة كركوك (شمال) بصواريخ تحمل غازات سامة اضافة الى اصابة اكثر من 400".

وتوفيت الجمعة طفلة في الثالثة من عمرها جراء اصابتها بحالة اختناق وفشل في الكليتين عندما قصف التنظيم المتطرف البلدة الاربعاء بعشرات الصواريخ من قرية بشير التي يسيطر عليها.

وشيع مئات من اهالي المدينة الجمعة الطفلة فاطمة سمين ورفع بعض المشاركين لافتات تطالب بحماية الاهالي.

ولا تزال جهات امنية واستخباراتية تعمل على تحليل عينات من الأدخنة والغازات المترسبة التي خلفها انفجار الصواريخ والتي قال مسؤولون محليون انها تحتوي على "غاز الكلور". حتى ان البعض اتهم التنظيم باستخدام "غاز الخردل" في الهجوم.

واشار العبادي الى "ان هناك فرقا ومواد طبية لتقديم الاحتياجات اللازمة لاهالي تازة وتطهير الاماكن واتخاذ الاحتياطات اللازمة".

ونفذت قيادة القوة الجوية السبت غارة على مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في قرية بشير التركمانية الشيعية التي يستغلها الجهاديون لشن هجمات على مدن ومناطق مجاورة بينها تازة، بعد اشهر عدة من اجتياحهم لمناطق شمال وغرب العراق.

وحثّ رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري السبت المجتمع الدولي على دعم بلاده للحد من قدرات تنظيم "الدولة الإسلامية" لامتلاك أسلحة كيمياوية.

وقال الجبوري في بيان أذاعه التلفزيون الرسمي إن "الهجمات الكيمياوية التي تعرضت لها ناحية تازة بكركوك، كارثية وتمثل تحولا خطيرا في نهج التوحش الذي يتبناه تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي".

ودعا الجبوري إلى "ضرورة أخذ مزيد من الاحتياطات لحماية حياة المدنيين في تازة، وجميع المدن الأخرى"، مبينا أن "الإسراع في تحرير بقية المناطق في محافظتي كركوك، وصلاح الدين يمثل أولوية قصوى لردع تلك الاعتداءات وإيقافها".

وأضاف أن "الأساليب الجديدة في إرهاب العدو تدل على إحباطه وفقدان توازنه في معركة المواجهة العسكرية الحقيقية"، مشددا على "أهمية دعم المجتمع الدولي للعراق، للحد من قدرة الدولة الإسلامية على امتلاك هذه الأسلحة الخطيرة".

وكشفت واشنطن الخميس ان التحالف الدولي بقيادة واشنطن قصف منشات اسلحة كيميائية لتنظيم الدولة الاسلامية، استنادا الى معلومات مصدرها مقاتل في التنظيم المتطرف اعتقلته القوات الاميركية