غزل البنات وفرقعة الفشار

الجامعة العربية حالة على مقاس امينها الذي هو تكرارا وزير خارجية مصري ما، وامس انتخب جديدا لها هو ابو الغيط الذي هو من عهد مبارك رغم التحفظ عليه من دولة قطر بسبب مواقفه من العدوان على غزة ابان دعوتها لمؤتمر قمة عربي طارئ لبحثه واتخاذ موقف عربي منه، حيث افشله ابو الغيط وقتها؛ ما اعتبرته الدوحة وقتها اساءة لدورها. وجدير باليقين ان الجامعة كانت مهمة في اي وقت، او فيما اذا كانت مخلصة يوما لأي حالة اجماع التي اشهرها على الاطلاق لاءات مؤتمر الخرطوم، بعدما تكشف مبكرا ومرارا ان القرارات والبيانات لم تكن اكثر قيمة من الحبر الذي كانت تخط به.

في مرة وذات قمة في عمان تحدث القذافي، وسخر من الاجتماع لما لوح بالبيان الختامي الجاهز من قبل عقده، وفي مرات غيرها سخر اكثر من القمة وهي منعقدة عندما اشار مرة الى مصير صدام وانه رهن الجميع، وفي اخرى لما تواجه مع الملك فهد الذي رد عليه واتهمه بالكذب. وفي المجمل لم تكن الجامعة اكثر من اطار لم يكسب ابدا التفافا حوله من الشعوب، وهو الآن في اسوأ حالاته، ويمكن مشاهدة ذلك من اعتذار المغرب من استضافة القمة الدورية المنتظرة.

الحال اليوم مختلف، ويفضي الى ان الجامعة العربية كأي مجلس نقابة او اتحاد يقودها من يسيطر على اكثرية المقاعد، وإلا كيف يمكن تفسير قرارها عبر وزراء الخارجية اعتبار حزب الله اللبناني منظمة ارهابية الذي رفضه وزيرا لبنان والعراق، وكانت سورية لتفعل الامر نفسه لو حضرت. والسؤال المهم: لم القرار الان وسيف الكرى ما بين السعودية وحزب الله، ويرفعه حسن نصر الله خطابات قاسية والرياض وقفا للمساعدات؟ ولو ان القرار أضاف احزابا اسرائيلية يهودية الى قائمة الارهاب لكان الحال مختلفا، ولو لجهة التمعن فيه فقط. ترى ماذا لو عقدت القمة نفسها، واصرت دولة الامارات على قرارها إدراج الاخوان المسلمين كمنظمة ارهابية ليكون قرارا عربيا ايضا، وهذا غد لناظره بعيد حتماً.