نتنياهو يلغي لقاء أوباما وسط تقارير عن مساع أميركية لإحياء عملية السلام
اخبار البلد-
قال البيت الأبيض ان رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، ألغى زيارة البيت الأبيض التي كانت مقررة للقاء الرئيس الاميركي باراك اوباما يوم 18 آذار الجاري، بناء على دعوة من الرئيس اوباما.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض نيد برايس "كنا نتطلع لاستضافة الاجتماع الثنائي، وفوجئنا من خلال تقارير إعلامية أن رئيس الوزراء اختار إلغاء زيارته بدلا من قبول دعوتنا".
وأضاف برايس في بيان بالبريد الإلكتروني ان "التقارير التي تحدثت عن عدم قدرتنا على المواءمة مع -جدول مواعيد رئيس الوزراء غير صحيحة".
يشار إلى أن العلاقات بين الرئيس الأميركي أوباما ورئيس وزراء إسرائيل شهدت توترا خلال السنوات القليلة الماضية، لا سيما بعد مخاطبة نتنياهو للكونغرس الأميركي في آذار الماضي دون التنسيق مع الإدارة الأميركية بغية تحريض المشرعين الأميركيين على رفض المفاوضات التي كانت تقودها الولايات المتحدة بشأن الملف النووي الإيراني.
ويأتي إعلان البيت الأبيض عن إلغاء نتنياهو للقاء اوباما وسط تكهنات حول مساع أميركية جديدة لإحياء عملية السلام حيث كشفتها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية الثلاثاء قبيل وصول نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تل أبيب للقاء نتنياهو ومن ثم رام الله للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال زيارة إلى المنطقة تستغرق يومين.
وبحسب تقرير "وول ستريت جورنال" فإن البيت البيض يدرس تغيير موقف الولايات المتحدة التقليدي الرافض للجوء إلى مجلس الأمن لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، متستراً وراء "أفضلية المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل لحل الصراع والتوصل لسلام دائم بين الطرفين".
ووفر الموقف الأميركي في الأمم المتحدة والمحافل الدولية الأخرى حماية دبلوماسية أميركية تلقائية لإسرائيل بشأن كافة انتهاكاتها ضد الفلسطينيين القابعين تحت الاحتلال خاصة الاستيطان واستمرار الاحتلال لقرابة 50 عاماً.
يشار إلى أنه وفي ظل غياب أي مبادرة أميركية لإحياء عملية السلام بادرت فرنسا لعقد مؤتمر إقليمي، والتقدم باقتراح أمام الأمم المتحدة لتحديد معالم جديدة لعملية السلام بما في ذلك تحديد فترة زمنية لإنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطينية.
وتقضي المبادرة الأميركية الجديدة بحسب "وول ستريت جورنال" بالاعتماد على حدود 4 حزيران 1967 وتشمل تبادل أراض يسمح لإسرائيل الاحتفاظ بجزء من الأراضي المحتلة في الضفة الغربية و"يعطي الفلسطينيين مساحة موازية من الأرض في إسرائيل" على الأرجح في النقب. كما يتناول الاقتراح الأميركي بنداً ينص على وقف كافة الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
يشار إلى أن البيت الأبيض حذر الأسبوع الماضي من توقع حدوث أي اختراق في عملية السلام كنتيجة لزيارة بايدن.
ونفت تل أبيب "ادعاء البيت الأبيض صباح الثلاثاء أن واشنطن علمت للتو أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لن يزور الولايات المتحدة لزيارة مع الرئيس باراك أوباما" بحسب تصريح السفارة الإسرائيلية في واشنطن وذلك بعد ساعات فقط من اعلان البيت الأبيض انه "تفاجأ" وعلم بإلغاء نتنياهو للزيارة عبر وسائل الإعلام.
وحسب التصريح الصادر عن مكتب نتنياهو فانه لم يتم تحديد لقاء وأن رون ديرمر، سفير إسرائيل في واشنطن أبلغ البيت الأبيض الأسبوع الماضي أن هناك احتمالا كبيرا بأن نتنياهو لن يزور الولايات المتحدة في أواخر شهر آذار الجاري.
وتقول مصادر مقربة من منظمة "إيباك" في واشنطن بأن نتنياهو قرر إلغاء الزيارة، التي كانت مقررة لتتزامن مع المؤتمر السنوي للمنظمة (إيباك)، اكبر لوبي مؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة، في 20 أذار، بعد الفشل بالحصول على لقاء مع اوباما قبل مغادرته إلى كوبا في 21 آذار.
وتقول هذه المصادر بأن حدة رد البيت الأبيض التي جاءت على لسان برايس، تعتبر إشارة جديدة على "استمرار التوتر بين الولايات المتحدة واقرب حلفائها في الشرق الأوسط، وأن هذا التوتر لم يتعافى تماما منذ أن أثار اوباما غضب حكومة نتنياهو بدفعه وتوقيعه الاتفاق النووي مع إيران".