المرأة ...حياتنا


ليس الثامن من أذار مارس .....وما يعرف باليوم العالمي للمرأة دافعا خالصا ومطلقا ....أو منطلقا وحيدا وشاملا ....ليجعلوا مني ومن غيري ....ان نكتب عن المرأة وقيمتها بالنسبة لحياتنا ...ودورها ...طبيعتها ....جاذبيتها ...قدرتها على التأثير والتأثر ...مكانتها العلمية والمهنية الاجتماعية والاقتصادية ....كما قيمتها الحياتية الاساسية المجتمعية في ترتيب أمور حياتنا ...والامساك بيدنا والشراكة معنا ....في رسالة الحياة بكل ما فيها من تحديات ومصاعب 


عندما نقول أن المرأة حياتنا ....فإننا نحاول جاهدين أن نخفف من مساحة قسوتنا ....وأن نسقط الكثير من مغالطات حياتنا ....وظلمنا لأنفسنا ..كما ظلمنا لمن حولنا ....وما نجور به على حالنا في ممارسة عاداتنا وتقاليدنا ....وأساليب حياتنا ....وفهمنا الخاطئ للمرأة وطبيعتها ...وما يميزها ويجعل منها جنة حياتنا .....ومفرجة لكربنا ...وهمومنا ...وبانية أساسية لمجتمعاتنا الانسانية .

رغم أن في الدنيا الكثير مما يسعد البشرية ...لكن المرأة لا زالت تتربع على عرش حياتنا ....وفي قلوبنا وأحاسيس كل منا ....فهي الام الحنون ...والزوجة ...والابنة ..هي الخالة والعمة والاخت ...التي نتشارك معها بمسئولية حياتنا ...كما نتقاسم معها همومنا ومصاعب حياتنا ...كما ونجعل من حياتنا المشتركة ....والشراكة فيها فعلا منظما ....وعملا مستمرا ...وانجازا مباشرا لإسعاد من حولنا ....والمساهمة في بناء وتربية أبنائنا واجيالنا ...والرقي بهم الي حيث نتمنى ونريد .....والي حيث يجب أن يكون عليه الابناء .

لا يمكن للمجتمعات الانسانية والبشرية أن تبنى ....بعيدا عن نصفها الضعيف ....بل نصفها وسر قوتها بضعفها ....ليس من منطلق الضعف .... ولكن بمفهوم القوة والتأثير .... والمؤثر الفاعل.... الذي يتفاعل مع كل صغيرة وكبيرة .....بكافة جنبات حياتنا ...الضعف المستمد من رفاهية مشاعرها واحاسيسها ومحبتها الغامرة لمن حولها ...الضعف المستمد من بنيتها وطبيعتها وحرصها على من حولها ...هذا الضعف القوي المتين .....وهذا التأثير والمؤثر ...وهذا العطف والحنان.... القوة الناعمة .....بأحاسيسها المرهفة ...وفعلها الملموس ..وشراكتها..... تشكل قوة حياة ...وقوة وجود .....فعل وحنان ..ودفء يملئ قلوب من حولها ...ومن يعيشون بكنفها ....اذا ما أمعنا النظر والتفكير ....التحليل والمتابعة ...وتسلسل مراحل التاريخ البشري ....وحياتنا العصرية....كما التقليدية..... منذ الاجداد والاباء وتطور موقف المرأة ...وما أحدثته من فعل وتأثير ...وبناء أسري .....وتخريج للعظماء والعلماء ....والقادة والفقهاء ....تخريجا لمن يشكلون قوة العمل والعطاء والانتاج ...ومن يسيرون ....ويسهرون على راحة أمن البلاد والعباد.... انها المرأة والام ....التي ستبقي متربعة على عرش كرامتها ...ومحبتنا لها ....لأنها المحافظة على من حولها ....صاحبة مدرسة العطاء ...دون انتظار مقابل لعطائها ....جهدها ....وحنانها .

ضعف المرأة يكمن في استسلامها لمن حولها ... والمحبين لها ...وعدم محاولتها للدفاع عن نفسها ....أمام قوة احتكارية ...وظلامية ....ظلم بين من ذوي القربي ...ومن مجتمع ينخره التخلف والاستغلال ...بأبشع صوره وممارساته .

المرأة بكامل حقوقها المشرعة بالشرائع السماوية والقوانين الحياتية ....والتي وجدت بحياة كل منا .... بأدائها لواجباتها المطلوبة ترتيبا وتنظيما ...رعاية وتربية ...عملا وشراكة ومسئولية ...فلم توجد المرأة بحياتنا لكي نقسوا عليها ....أو نهمش دورها ....أو نجعل من حياتنا معها شعار يردد ..وندوات تنظم ....وورشات عمل ومؤتمرات وتوصيات تتخذ ...المرأة أكبر من كل هذا ...بل اعظم من كل هذا .....أمام بعض القوي المجتمعية التي تحاول ظلمها.... والنيل من حقوقها ...والتعالي عليها ....وكأنها المخلوق الاقل ...دون فهم صحيح ...ودون تقدير صائب ....وممارسة لمفهوم خاطئ ....حول الرجولة ومفهومها ...فالرجولة لا تجعلنا نقسوا على المرأة ..ولا يجعل منا ظلمة لها ....ولا يكون تجبرا بمفاهيم مغلوطة ....تتوارثها الاجيال .....ولا تعرف معني ودلالات وأهمية ومكانة المرأة بحياتنا ...وما تحدثه هذه المغالطات من تأثيرات وانعكاسات على مجمل حياتنا الاسرية ...وعلاقاتنا الزوجية ....والذي يوفر أرضية الخصام والانفصال ...وانعكاسات ذلك على الاسرة والمجتمع .

وهذا ما يجب أن يدفعنا للكثير من الجهد والتوعية ...التربية والثقافة ...للنهوض بوعي المجتمع وأجياله ...وحتي يدرك الجميع ان المرأة تمثل حياتنا الحقيقية ....وتمثل بالنسبة لنا النصف الجميل ...وربما تمثل لنا الكل بتأثيراتها وعظمة دورها ....وأهمية مكانتها ....أيا كانت المرأة ...وفي أي موقع تكون .

المرأة هذا المخلوق الضعيف بكل أحاسيسها ومشاعرها ...حقوقها ومكانتها تحاول أن تثبت ذاتها ...وأن تجتهد على نفسها ..وأن تسعي للانخراط بحياتنا ....تحت شعارات العمل... واثبات الذات.... والشراكة بالمسئولية ....اهمية كبيرة ....وغاية نبيلة ...ودور مركزي وحيوي يقف أمامه البعض..... ممن لا زالوا على تخلفهم وظلامية دورهم ...وانحراف فكرهم ...وعدم فهمهم للمرأة التي عظمها ديننا الحنيف ....كما عظمتها كافة الاديان والمجتمعات والقوانين .

المرأة في يومها العالمي يجب أن تكرم ....ويجب أن يعاد تأكيد دورها ...وأن تخرج منتصرة ....وان يعاد لها دورها ومكانتها ....بعد ان وصلت الي أعلي المراتب والمواقع ....وبعد أن أكدت قدراتها الخاصة ....وذكائها الخارق ...وفعلها الملموس ...ونجاحاتها الباهرة.... في الكثير من المهن ....كما بالكثير من المستويات الوظيفية العامة والخاصة.
المرأة ظلمت ممن حولها ...لكن ظلمها قد تم استيعابه بمدي قدرتها على الصبر والتحمل ...وما تتحلي به من قدرات عطاء عالية ..حاولت أن تثبت طبيعتها ....وسر ضعفها ...وقوتها 

ظلم اجتماعي.... لا زال على حاله.... برغم كافة المحاولات التي تسعي اليه المرأة من خلال تطورها ...وفتح الافاق من حولها ....وارتقائها بمناصبها ...وامتلاكها للعلم والمعرفة ...وممارساتها للمهن المتعددة ...وتسلحها بعلمها وخبرتها .....للدفاع عن ضعفها ....واثبات مدي قوتها ....وسر وجودها ...دورها ومكانتها المتعاظمة.... رغم كل ما يحيط بها ....من اخطار وممارسات ومحاولاته ايذاء مشاعرها ....لمن لا يفهمون دورها ....وطبيعتها .....وحقوقها .

المرأة ستبقي حياتنا ....ستبقي سر محبتنا ....لحياه مليئة بالكثير ...من التحديات والتي تكون فيها المرأة مخففة لها ...ومشاركة بإيجاد الحلول لها ....بما تتسم به من هدوئها وذكائها ...صبرها وحنانها ....ومحبتها ووفائها.... لمن حولها ....يجعل لكل منا قوة اضافية في مواجهة مصاعب حياتنا .

المرأة لديها من القوة التي ربما لا يشاهدها البعض ...لكنها تحس ....ويتم التأكد منها مع كل لحظة من لحظات حياتنا ...وهذا ما يجب أن نحافظ عليه ....وأن نتعامل معه بكل لطف وعطف وحنان ...وأن نلبي احتياجاتها ....وأن نساعدها بما نمتلك ...كما تساعدنا بكل ما تمتلك ....وان نجعل من بسمتها وحنانها ورضاها ....سر حياتنا ...وقوتنا ....وقدرتنا على مواصلة مسيرة الحياة ....لأداء واجباتنا الابوية والاخوية ...والانسانية ...وحتي أداء واجبنا لمن حولنا داخل مجتمعنا التي نعيش فيه .

جهود كبيرة تبذل من مؤسسات نسوية ...حقوقية ...وانسانية ...تحاول انصاف المرأة ....وتعمل بكل ما تستطيع من خلال ندوات ومؤتمرات ...دورات تدريبية وتثقيفية للنهوض بواقع المرأة ...والارتقاء بأوضاعها ....وتأكيد حقوقها ...واثبات ذاتها ...كما يحاول المشرعين بتشريعاتهم بأن ينصفوا المرأة ..وأن يوفروا لها كافة الضمانات والحقوق ....حتي لا تنتهك حقوقها ...وحتي تبقي على مكانتها .

كل هذا جيد ومطلوب ....لكن المطلوب الاكبر من المرأة... أن تجعل من نفسها قوة لا يستهان بها ....قوة لا تخترق ...ولا تعبر عن ضعف ....تجاوزا لفظيا لكل مكوناتها ...وعواطفها وتركيبتها ...لكنها الحياة ومتطلباتها.... والتي تؤكد ان الحقوق تنتزع ولا تمنح ....وأن حقوق المرأة يجب أن تمارس بكل حكمة وموضوعية .... دون أدني محاولة لإضعاف وتفكك المجتمع وانحرافه .....واخذه بسلوكيات غير مألوفة ....لأن استمرار محاولات اضعاف المرأة وعدم تعظيم شأنها ودورها ....يعتبر أحد الاسباب الجوهرية ....لما وصلنا اليه مجتمعيا ....لذا كان من الواجب أن نعيد للمرأة مكانتها ودورها ...وأن ترتقي بظروف عملها ...وأن نسهل عليها أداة واجباتها ...بمناخ انساني أخلاقي ...مجتمعي ...في اطار قوانين وتشريعات ....تعظم من دورها ...ومكانتها ...وفهم مجتمعي ...لا يغالط نفسه في تقدير مكانتها ....

فكل التهنئة للمرأة في عيدها.... التي تثبت فيه أنها ستبقي سر قوة حياتنا ...وليس سر ضعف حياتها .
الكاتب : وفيق زنداح