ماهر أبو طيريكتب : «سميح بينو» في عش الدبابير


أخبار البلد - رئيس هيئة مكافحة الفساد،سميح بينو،وهو نائب سابق،وشخصية امنية بارزة،معروف باستقامته،ويأخذ مهمته على محمل الجد.

 

الفساد في الاردن عدة انواع،الاول لايعرف عنه احد،وهو الاخطر،والثاني يتم تشكيله على يد ذات الفاسدين،لاتهام آخرين،وللتغطية على فسادهم الاخطر،والثالث الفساد الذي نسمع عن حكاياته عند الهيئة،والرابع فساد الوشايات الكاذبة.

 

تحالفات الفساد تحارب هيئة مكافحة الفساد بوسائل مختلفة،منها الضغط عليها عبر تصويرها بأنها تتجاوز حدود دورها،واحياناً بتسليط المتضررين عليها لعرقلتها،وفي احيان اخرى محاربتها بوسائل لاتخطر على بال احد.

 

بهذا المعنى يمكن القول ان «سميح بينو» دخل عش الدبابير،لان مهمة الهيئة بدأت بالتعاظم،وقد تكشفت لدى الهيئة اسرار لم تعلن حتى الان،بشأن قضايا كثيرة،ابرزها النهب المنظم لمال الدولة،بوسائل مغطاة قانونياً،وتثير الاشكالات حول شرعيتها.

 

مايتوقعه كثيرون ان تتعرض هيئة مكافحة الفساد خلال الفترة المقبلة الى حملة منظمة سياسياً،ومن جهات مختلفة،لان هناك شعوراً لدى بعض القوى ان مهمة الهيئة باتت تأخذ منحى جدياً في فترة الرئاسة الحالية.

 

هناك من يشكو من عمل الهيئة ويقول ان مكافحة الفساد تخرب على المستثمرين،وان الحرب على الفساد تحرق سمعة الناس،وان ذات الحرب،تؤذي ابرياء تثبت براءتهم لاحقاً،وان الهيئة تتحول الى «دولة عظمى» داخل الدولة،وان الهيئة تميل الى الدعاية الاعلامية كثيراً.

 

الهيئة عليها ان تتم مهمتها ولاتتراجع تحت وطأة الضغوط التي بدأت مؤخراً،واذ تسمع عن ارقام مالية تم دفعها من شركات مساهمة مقابل خدمات لم تتم،بمئات الاف الدنانير تعرف كيفية سرقة المال العام بغطاء قانوني.

 

صلاحيات الهيئة يجب ان تتوسع،ولا احد يريدها هيئة تفتيش ظالمة على الناس،بقدر توسعة صلاحياتها،وتوفير كنوز المعلومات لها،لان ذلك يختصر عليها الكثير،من الوقت في البحث عن خيوط الفساد.

 

احدى السلبيات التي تواجهها الهيئة هي وشايات الفساد الكاذب،فكل من يكره مديره،او وزيره،يرسل ايميلا الى الهيئة حول فساد يعتقده،ويثبت كثيراً عدم صحة المعلومات،فوق هدر وقت الهيئة.

 

الهيئة ايضاً بحاجة الى دعم على كل المستويات،السياسية والمعنوية والمالية واللوجستية،حتى تكون هيئة فاعلة،والا تحبو على بطنها في ظل امكانات بسيطة،ومتواضعة.

 

اخطر مايتوقعه كثيرون السيناريو الذي يقول ان هناك من يخطط لضربة مؤذية لرئيس الهيئة وللهيئة بأي طريقة،لوقف الخط الجديد في محاربة الفساد،وعلى هذا فأن حصانة الهيئة يجب ان تزيد،وان تفتح كل الاطراف عينها،على اي محاولة لتحطيم الهيئة.

 

سميح بينو وهيئته دخلا عش الدبابير،وعليهما ان يتوقعا قرصاً مؤلماً لايتوقف!.