تعزيز اللحظة التاريخية

من الطبيعي أنّ نبدأ مقالتنا بشكر الأجهزة الأمنية، كافة، بدءاً من المخابرات العامة ومروراً بالأمن العام والدرك، وانتهاء بالجيش العربي، فلولاهم كان يمكن أن تتشكّل غير كارثة في حياتنا اليومية، وأن يذهب من بيننا ضحايا، فأصابع المجرمين كانت تتوزّع بين زناد بندقية وصاعق تفجير، والأهداف: نحن، كلّنا، بالطبع.

ومن الطبيعي، أيضاً، أن نحيي الشعب الأردني كلّه، فهو الذي كان الهدف، وهو الذي التفّ موحّداً حول مواجهة الذين أتوا من بين ظهرانيه قاصدين تقسيمه، في مقدمة ضمّه إلى الجنون المبعثّر في نواحي العرب، تمهيداً لانضمامه إلى فوضى صارت القاعدة، والرشد والرشاد هو الشاذ عن هذه القاعدة.

ومن الطبيعي، قبل هذا وذاك، أن نشدّ على يدّ هذه القيادة، التي كانت تجسيد كفاءة الأمن بطرفيه، المجتمعي والعسكري، وليس منّا مَن لم يقف إحتراماً لقائد دفن واحداً من جنوده، وهو يغالب دمعتين غاليتين في عينيه، وكأنّه ولده تماماً.

ومن الطبيعي، مع هذا كلّه، أن نحافظ على هذه اللحظة التاريخية، ونعمل على مراكمتها، وتعزيزها، فالعاملون على تخريب البلاد قليلون، والقائمون على تكريس بقائه متيناً مستقراً كثيرون كثيرون، وإذا كنّا أمام ذلك التحدّي الأمني الذي نتعامل معه بكفاءة واقتدار، فلنكن كذلك أمام تحديّ المرحلة الجديدة من الديمقراطية الذي هو على الأبواب، ويا دار الأردن لن يدخلك شرّ ما دمنا كذلك، ولن نكون إلاّ كذلك بإذن الله.