هل بدأت المواجهة مع داعش؟

عملية اربد الأخيرة التي نجحت المخابرات في وأدها وإخماد تداعياتها باقتدار ونجاح كبير، لا تعني بحال من الأحوال أنها ستكون المواجهة الأخيرة.

إلى الآن هناك نقص في المعلومات يجعلنا نجهل مثلا من الذي قرر عملية اربد؟ أهي قيادة داعش في الرقة أم المجموعة المتواجدة عندنا أم بينهما تنسيق خفي.

نعم انتصر الأمن الأردني في المواجهة ونجح في حشد الشارع خلفه دون تردد أو مواربة لكن هناك أسئلة هامة تختفي وراء ذلك عنوانها: هل بدأت المواجهة مع داعش؟

«داعش» لم تعلن مسؤوليتها عن الحادثة ولم تحم حولها بأي معلومات أو أخبار، لكن التحقيقات مع الـ13 معتقلا في العملية سيجعل الأمن أكثر إدراكا بموقف التنظيم وتحولات موقفه من الأردن.

قد تكون «داعش» راغبة في إرسال رسائل للأردن تتعلق بدورنا في قادم الأيام من الحرب عليها لا سيما المتعلق بالبري السعودي المحتمل.

ومن غير المستبعد أن تكون ثمة أطراف إقليمية «لها نسخ داعشية» ترغب في إشعار الأردن بقسوة الإرهاب كرسائل سياسية متعلقة بتحولات السياسة حول سوريا.

لاحظ مثلا: دعوة شخصيات أردنية محسوبة على نظام بشار الأردن للقيام بالتنسيق مع الجيش السوري لمحاربة الإرهاب، كأنها رسالة استثمار للعملية لحرف الأردن عن مواقفه السياسية.

هذه مؤشرات على أن «عملية اربد» لها ما بعدها على المستوى الأمني والسياسي وما أخشاه أن يستثمر بعض الداخل الأردني الحادثة من اجل تمرير تغيير غير محمود في السياسات.