شو الحل ؟؟

 

في برنامج ستون دقيقة يوم الجمعة (29/4 ) الذي  استضاف كل من وزير الطاقة ووزير المالية ومدير عام شركة الكهرباء الوطنية ,  تحدث ثلاثتهم عن أزمة انقطاع الغاز المصري لاعتماد الأردن كليا في توليد الكهرباء على الغاز المصري   , وطمئنوا المشاهدين أن هناك مخزنات تكفي لأسبوعين !!! وتحدثوا عن الكلفة الباهظة  لهذا الانقطاع وعن خطة الحكومة التقشفية لتوفير الطاقة وعن البدائل الممكنة وكلفها على الموازنة ومدى تأثيرها على حياة المواطن لحين عودة تدفق الغاز المصري .

 

إذا ماذا لو انقطع الغاز المصري نهائيا ؟؟ وكيف كان الأردن يولد الكهرباء قبل الاعتماد على الغاز المصري ؟؟ سؤالان مباشران سألتهما المذيعة عبير الزبن للضيوف , فأجاب وزير الطاقة أن الأردن قبل احتلال العراق كان يعتمد على النفط العراقي الذي كان يزود الأردن بنصف احتياجاته " مجانا" والنصف الآخر بنصف السعر العالمي ,  وبعد احتلال العراق  تم اللجوء إلى الغاز المصري وبأسعار " زهيدة " في ذلك الوقت لعدم وجود طلب علية ولعدم قدرة مصر على تسويقه , أما اليوم فالغاز المصري مطلوب وهناك دعوات مصرية لرفع أسعاره مما يفاقم التكاليف وانعكاسها سلبا على حياة المواطن . أما البدائل المتاحة للغاز المصري  فهي شحيحة وصعبة وليست قريبة وباهظة التكاليف وخطة الحكومة التقشفية " رمزية " لأنها لا تمثل أكثر من ( 4 أو 5 ) بالمية من معدل استهلاك الطاقة .

 

خلاصة ومعنى حديث الوزير تقول إننا نعيش تحت رحمة تدفق الغاز المصري , واستمرار تدفقه ألينا بأسعاره المتفق عليها سابقا يعني استمرار جريان الحياة في عروقنا , وان أي رفع لأسعار الغاز المصري أو التحول نحو النفط لتوليد الكهرباء بالأسعار العالمية يعني الانتحار أو الموت , لعدم قدرة الوطن والمواطن على تحمل التكاليف ,  فلا بديل للغاز المصري في الوقت الراهن .

 

في ظل هذا الوضع المؤلم والمحزن نسأل بمرارة: كيف لبلد مستقل ذو سيادة أن يعتمد على مصدر واحد وحيد لتوليد الطاقة ولا يتوفر لديه أي بديل بنفس التكاليف ولو مؤقت ؟؟  كيف تجاهلت الحكومات المتعاقبة هذا الموضوع ؟؟  ألا يوجد دراسات وأبحاث وبدائل لحل هذه الأزمة التي ستظهر مع كل انقطاع للغاز المصري ؟؟  هل كانت الحكومات المتعاقبة تتوقع أن يبقى العراق يزودنا بالنفط " المجاني " إلى مالا نهاية ؟؟  أم أن الغاز المصري سيبقى يتدفق بنفس الأسعار إلى مالا نهاية ؟؟  لابد أن هناك بدائل ولابد من العمل الجاد على توفير البدائل الممكنة فكثير من دول العالم لا يوجد عندها نفط وتستطيع توليد الطاقة.

لا يكفي أن نقنع الرأي العام بتقشف الحكومة وأننا أمام أزمة حقيقية لتبرير العجز والضعف, ولا يجب أن ننظر إلى جيب المواطن المنهكة أصلا لحل ألازمة كما المح وزير الطاقة بضرورة تعاون المواطن والحكومة في حل ألازمة.