عملية إربد.. أسئلة معلقة

اخبار البلد-


 
لم يتأكد بعد ما إذا كان أحد من أفراد خلية إربد الإرهابية قد قاتل من قبل في صفوف الجماعات الإرهابية في سورية. بعض المعلومات المتداولة تشير إلى أن واحدا على الأقل من بين القتلى السبعة، عاد من سورية قبل فترة وجيزة، وكان موقوفا لدى السلطات الأمنية.

والسؤال ينسحب أيضا على الموقوفين الـ13، والذين تم تحويلهم يوم الخميس الماضي إلى مدعي عام أمن الدولة للتحقيق معهم في التهم المنسوبة إليهم.

وثمة سؤال آخر: هل يرتبط الموقوفون بعلاقة تنظيمية مباشرة مع السبعة الذين قتلوا في المداهمة الأمنية؟ الأرجح أن هناك رابطا بينهم. وإذا صح هذا التقدير، فإننا أمام تشكيل إرهابي كبير نسبيا، وليس مجرد خلية إرهابية من بضعة أشخاص.

التفاصيل الشحيحة التي حملتها البيانات الصادرة عن الأجهزة الأمنية، لم تحمل الكثير عن نوعية الأهداف التي كان يستعد الإرهابيون لاستهدافها؛ هل هي محصورة في مدينة إربد كما قيل، أم تشمل عمان ومواقع أخرى؟ كما لم تأت البيانات على ذكر الموعد المفترض لتنفيذ العمليات الإرهابية، والذي استوجب تدخلا أمنيا عاجلا لإحباطها.

لم تخف السلطات هوية الجماعة الإرهابية حال الانتهاء من العملية الأمنية؛ بيان المخابرات العامة قال بوضوح إنها مجموعة ترتبط بتنظيم "داعش" الإرهابي. لكن هل يعني ذلك أنه أصبح للتنظيم الإرهابي فرع في الأردن، أم أن "ارتباط "المجموعة بداعش" يعني أنها أقل من فرع وأكثر من مجموعة متعاطفة، كما هو توصيف غالبية الأشخاص الذين تم توقيفهم ومحاكمتهم من قبل؟

الجواب الذي يحسم السؤال عن طبيعة علاقة هذه المجموعة بتنظيم "داعش"، الجهة التي اتخذت القرار بتنفيذ عمليات إرهابية في الأردن؛ قيادة التنظيم الإرهابي في الرقة، أم المجموعة "الأردنية" ذاتها.

وقد سبق العملية الأمنية الشجاعة في إربد وتلاها توقيف أعداد غير معروفة من الأشخاص في مناطق عدة بالمملكة، فهل لهؤلاء أيضا ارتباط بمجموعة إربد، وهل هم من الإرهابيين الجدد أم من الوجوه المعروفة والمحسوبة على التيار نفسه في الأردن؟

هناك حاجة لإجراء إعادة تقدير موقف سياسي للتطورات الأخيرة، استنادا لتقدير الموقف الأمني بعد عملية إربد، لتحديد حالة الأردن في المواجهة مع الجماعات الإرهابية بدقة ووضوح، ودرجة المخاطر القائمة حاليا وفي المستقبل.

إن مثل هذا الإجراء ضروري ومطلوب لقطاع عريض من الأردنيين؛ فمن حق الناس أن يعرفوا مستوى التهديد ومصادره المحتملة، ودورهم المطلوب في المواجهة مع هذه الجماعات الإرهابية.

إن أكثر عبارة استوقفتني في روايات المواطنين القاطنين بجوار المنزل الذي تحصنت فيه المجموعة الإرهابية، قولهم: "كانوا يعيشون بيننا ولم نلحظ شيئا غريبا في سلوكهم". من يدري، فقد تكون هناك حالات مشابهة في مناطق وأحياء سكنية أخرى، يعدون العدة لأعمال إرهابية على غرار مجموعة إربد.

لأجل ذلك تصبح الأسئلة التي طرحناها مشروعة، والإجابة عنها مساهمة حقيقية في تحصين الأردنيين وتوعيتهم ليكونوا شركاء في حماية أمن واستقرار بلدهم.