نقيب الصحفيين يكتب:إنجاز بحجم الوطن وملكٌ يُقدم النموذج في الحكم
اخبار البلد-
طارق المومني
يقدم الأردن يوماً بعد آخر نموذجاً فريداً في منطقة مشتعلة ومفتوحة على كل الاحتمالات، ويخرج من الأزمات دائماً أقوى وأصلب عوداً، تتوحد فيه الجهود وتتعزز المنعة حفاظاً على أمنه واستقراره.
ملك يتقدم المشيعين لشهيد سقط دفاعاً عن وطنه ومواطنيه، أنضم لقافلة من الشهداء سبقته وروت بدمائها هذا الثرى الطهور، وقوات مسلحة وأجهزة أمنية تواصل الليل بالنهار بتناغم وتكامل للأدوار منطلقة من عقيدة الانتماء للوطن والولاء لقائده، وشعب صابر واعٍ يعتبر مثلاً وقدوةً لشعوب الأرض، توحده الخطوب عصياً على الاختراق ينظر له العالم باحترام وتقدير لكرمه وانسانيته، ونكرانه لذاته.
لم يكن الأردنيون بحاجة إلى حادثة مثل تلك التي تصدى لها فرسان الحق من منتسبي المخابرات العامة بحرفيتهم وجهوزيتهم العالية ليحبطوا كما فعلوا من قبل مخططا إجراميا وتخريبيا مرتبطا بعصابة داعش الإرهابية، التي تهدف إلى الإعتداء على أهداف مدنية وعسكرية داخل المملكة، لم يكونوا لذلك ليثبتوا حرصهم على وطنهم ووقوفهم خلف أجهزتهم الأمنية وقواتهم المسلحة وقيادتهم الملهمة، التي تجوب العالم دفاعاً عن مصالح وطننا العزيز جيوشاً وأجهزة أمنية في غير دولة تتناحر وتقتل شعوبها وتهدم منازلها، وتحطم بناها التحتية وامكانياتها، فيما في وطننا عنوانها حماية أمنه واستقراره والحفاظ على وحدته وصيانة منجزاته ومكتسباته ومشروعه الاصلاحي، وما جهود دائرة المخابرات هذه المؤسسة الوطنية في احباطها للمخطط الإجرامي في إربد إلا التزام بهذه الرسالة المبنية على قيم الحق والعدل والنزاهة والشفافية.
حالة فريدة تلك التي يشهدها هذا الحمى العزيز، فلا تجد غير الأردن يتقدم قائده ليشارك شعبه في أفراحهم وأتراحهم، وما رأيناه أمس في الزرقاء من مشهد مؤثر لم يتوقف عند تقدم جلالة الملك عبدالله الثاني في تشييع جثمان شهيد الوطن والواجب الرائد البطل راشد حسين الزيود، بل مشاركته في مواراته الثرى وممن ألقوا نظرة الوداع الأخيرة عليه، هذا المشهد لا يكون إلا في الأردن ولا يصدر إلا من ملك هاشمي نذره والده الراحل العظيم منذ لحظة ولادته لخدمة وطنه وشعبه وأمته، يتقدم الصفوف دائماً في كل ما يعني الأردنيين وتجد له في كل بيت حكاية.
يحق للأردنيين أن يفخروا بمليكهم ويباهوا العالم به الذي يقدم كل يوم نموذجاً مميزاً في الحكم والتواصل مع الشعب ويحق لهم أن يفخروا بقواتهم المسلحة الباسلة التي تقف على امتداد أكثر من 456 كيلو مترا على الحدود الشمالية والشرقية لمنع خطر الإرهاب وتنظيماته وعناصره الإجرامية وتقديم الخدمة الإنسانية لمن يحتاجها هذا الإرهاب الذي لا دين له ولا جنسية فضلاً عن منع نفاد المخدرات والسموم التي يحاول من لا ضمير لهم أن يدخلوها إلى وطننا.
يحق لهم أن يفخروا بأجهزتهم الأمنية وفي مقدمتها المخابرات العامة التي يشهد العالم لها بحرفيتها وجهوزيتها وسهرها ليبقى هذا الوطن آمناً مستقراً، وما انجازها بالأمس إلا إنجاز يضاف إلى سجلها البطولي الحافل وسفرها الخالد بالتصدي لأعداء الإنسانية وأعداء الحياة والفرح ومخططاتهم الجبانة التي تستهدف الأبرياء والتي تتاجر بالدين وتستغله للتأثير على ضعاف النفوس وتنفيذ أجنداتها المشبوهة.. هذا الإنجاز الذي رفع معنويات الأردنيين وأثبت صدق مواقفهم ومعدنهم الأصيل.
يوما بيوم يزداد تلاحم هذا الشعب ووقوفه خلف قيادته وقواته المسلحة وأجهزته الأمنية يردد بصوت واحد لا للإرهاب..، لا للتطرف إنها حربنا.. أمن وطننا واستقراره خط أحمر.
رحم الله الشهيد وشافى المصابين، وحمى هذا الوطن وقيادته وشعبه من كل سوء