صمت احزاب المعارضه بما يجري في سوريا

                         

لم نعتد هذا الصمت الطويل من احزاب المعارضه الاردنيه بمن فيهم حزب جبهة العمل الاسلامي الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين وكذلك بعض مؤسسات المجتمع المدني امام ما يجري من احداث في الدول العربيه والثورات الشعبيه الكبيره التي ادت الى اسقاط بعض الانظمه العربيه التي استمرت في الحكم لسنوات طويله ، فقد شاهدنا ما قامت به هذه الاحزاب ابان ثورة الشعب التونسي من اعتصامات امام السفارة التونسيه في عمان والخطب العصماء ضد نظام زين العابدين بن علي ومطالبتهم المستمرة له بالتنحي عن الحكم وايضا نفس الشيء حدث امام السفاره المصريه من اعتصامات ومسيرات وخطب ضد نظام حسني مبارك ومن ثم  النظام الليبي.

ولكن ومنذ اندلاع الثوره الشعبيه في سوريا للمطالبه بالحريه والاصلاحات السياسيه والعدد الكبير من القتلى الذين سقطوا في سبيل تحقيق هذه المطالبه لم نسمع اي ردة فعل لاحزاب المعارضه الاردنيه ولم نشاهدهم يعتصمون امام السفاره السوريه ولم نسمع اي تعليق او بيانات استنكار لما يحدث للشعب السوري الشقيق والجار من قتل سوى الاعتصام الذي اقامه عدد من افراد الجاليه السوريه بمشاركة من النائب جميل النمري .

وبعد هذا الصمت المطبق اراد حزب جبهة العمل الاسلامي ان يظهرللرأي العام انه يقف مع الشعب السوري حيث ذهب وفد منهم الى السفارة وسلموا السفير رسالة موجهه الى الرئيس بشار الاسد يدعونه فيه الى الاصلاح  وايقاف العنف ضد الشعب ولكنها جاءت متأخره ولا تجدي نفعا وخاصة اذا ما قارنا  ما قام به الحزب واحزاب المعارضه الاخرى من اعمال امام سفارات الدول العربيه الاخرى والسؤال الذي يطرح الان ما الذي منع احزاب المعارضه وخاصة حزب جبهة العمل الاسلامي من الاعتصام امام السفاره السوريه او على الاقل اصدار بيانات استنكار وشجب ما يحصل لهذا الشعب الاعزل الذي يطالب بالحريه والاصلاحات السياسيه كما  تطالب بها احزاب المعارضه نفسها الحكومه  هنا في الاردن وسيروا بسببها مئات الاعتصامات والمظاهرات مع الفرق الشاسع بين الحالتين وانا هنا لست ضد سوريا  ولكن من حقنا كمواطنين اردنيين ان نتسأل عن سياسية الكيل بمكيالين التي تنتهجها احزاب المعارضه هنا في الاردن البعض يتحدث ان حزب جبهة العمل الاسلامي قد تلقى مع بداية ثورة الشعب السوري  تعليمات من قيادة حماس في دمشق بعدم اتخاذ اي موقف عدائي للحكومه السوريه بسبب وجود قادة حماس فيها  ولكونها كما يقال " دولة مقاومة وممانعه".

المشاهد التي تأتينا من سوريا تظهر مدى الحالة المأساويه التي وصل اليها الشعب السوري الشقيق وما يتعرض له من قتل واعتقال وخاصة في درعا التي لا زالت محاصره من الجيش السوري وتم قطع الكهرباء والماء والغذاء عنها لعدة ايام  ولا زالت جثث القتلى في المستشفيات شاهدا على فضاعة ما يجري لهذا الشعب الطيب .

لا يجوز للبعض ان يبقى يتعامل مع قضايا الشعوب العربيه العادله بازدواجيه واضحه وفاضحه والكيل بمكيالين فهو من جانب ضد بعض الانظمه وسياساتها القمعيه ومن الجانب الاخر يلتزم الصمت على جرائم انظمه اخرى وسياساتها الوحشية تحت ذرائع ومبررات واهية وضعيفه لم تعد تنطلي على احد فاما ان نكون الى جانب شعوبنا العربيه جميعها بمطالبتهم بالحرية والعداله  واليمقراطيه واما ان نلتزم الصمت للابد.