نعم للمنافسة.. لا للتناحر!

حياتنا كبشر قائمة على السعى والعمل. فطرتنا الانسانية السليمة قائمة على حب الخير للاخر كما نحبه لانفسناً. وعلى تبني الاحداث التي تسهم في البناء والخير والمنافسة الانسانية الشريفة. نعمل ونكد بالحياة لتحقيق الاهداف، وتبقى المنافسة حقا مشروعا بين البشر، كانت وما زالت، وهي علامة إيجابية تحفز الافراد على الجد والعمل وصدق السعي في الحياة نحو الاهداف السامية.

علينا عدم الوقوف كمتفرجين على ما يحدث حولنا في هذا العالم، بل لابد من المشاركة واثبات وجودنا وحضورنا.

أن وجود طاقة إيجابية في اي مجال يعني أن هناك عملا وتنافسا قائما على اسس وأهداف سليمة. ولقد شجعت النظريات الاستراتيجية الحديثة على مبدأ التعاون والتنافس حيث هذه الخلطة تضمن نمطا انسانيا راقيا في انجاز واداء الاعمال.

ولقد باتت الشركات تشجع موظفيها على مبدأ التنافس والتعاون معاً، من خلال الشراكات والاتفاقيات التي تعقدها مع شركاء استراتيجيين لاتمام المهام والقيام بتكبير اطار الاعمال، على أن يبقى لكل شركة وحتى لكل فرد ميزة تنافسية تميزة عن الاخرين، فالمنافسة تعني الاهتمام بإضافة مزايا لعمل ما، وهي تجربة جميلة قائمة على اسس البناء والتطوير،ولا تعني بأي حال من الاحوال المناحرة أو الأساءة أو تقبيح عمل ما. أن نجاح شخص لا يعني أن الاخرين غير مبدعين، فلكل عمل ولكل فرد خلطة من المزايا التي تميزة عن الاخرين وتجعل منه كياناً مختلفا وشخصية فريدة.

وتحتم اداب واصول المنافسة في اي مجال اقتصادي، أو اجتماعي أو رياضي التمسك بالطيبة والمودة وحب الإنجاز والعمل،والرغبة في نشر الخير ومحاربة كل فساد.

وتبقى المنافسة حقا مشروعا له اصوله ومعطياته، ونبقى بحاجة لها وقادرين على خوضها بروح انسانية ورياضية عالية طالما نحن على قيد الحياة.

أن المعنى الحقيقي للروح التنافسية معنى جميل، يركز على تحفيز بعضنا البعض لمزيد من العمل وبذل الجهد في سبيل تحقيق الاهداف السامية.

لطالما ربطنا التنافس بالروح الرياضية الطيبة، وهو ما يجب أن يلتقطه أبناؤنا وشبابنا المقبلون على الحياة وعلى العمل بإيجابية كبيرة ، فحياتنا ليست مناحرة، والمنافسة حق مشروع ، والانسحاب من الاحداث ليس بديلاً ولا خيار مطروح ، بل لابد من المضي قدماً بكل حدث نشارك به، وقبول النتائج والرضا سمة الانقياء الاتقياء من البشر.والنماذج الانسانية الفذة الحصيفة التي تتقن فن التنافس، والروح الطيبة التي هي جزء لا يتجزأ من الثقافة الراقية التي يجب تبنيها ونشرها وتشجيعها.

قد تكون مساحة الاردن صغيرة، وقد تكون الموارد قليلة لكن استطاع الاردن أن يشارك بالكثير من المنافسات وأن يكون دائماً حاضراً في كل المحافل والاحداث بروح انسانية رياضية عالية، وبارقى وابهى صورة. نعم للمنافسة الطيبة ولا للتناحر، منهج حضاري نبقى مصرين على تبنيه.