أفلام
أفلام
سألني صديق سؤال عابر في جلسة أحاديث متشعبة ومتداخلة - والتي تندرج تحت باب طق الحنك - ، لماذا لا يوجد لدينا أفلام أردنية منافسة لمثل تلك الأفلام العالمية الأجنبية أو حتى المصرية مثلا .
لا أنكر بأن هذا السؤال الذي اقتحم غمرة أحاديثنا العادية فجاة ، جعلني أصفن قليلا وأتامل هذا الصديق ، فما علاقتي بهذا السؤال وما دخلي انا بالجواب ، هل يعدني خبيرا سينمائيا مثلا ، نتيجة الصفنة خرجت بنتيجة هي ، أن صديقي غبي وسؤاله أغبى منه .
لكنني سرعان ما عدت للتفكير بهذا السؤال ، بل وسألته لنفسي أيضا – ربما من باب من عاشر القوم صار منهم أي اني صرت مثل صديقي(...) – فعلا لماذا لا يوجد لدينا قدرة على انتاج أفلام تحصد جوائز الأوسكار والجوائز العالمية حصد ؟! وقلت لنفسي : المفروض أن لدينا الآن بيدر من الجوائز التي لا يمكن حصيها او عدها .
طالما أننا وطوال عمرنا نعيش الفن وحياة الأفلام ، فعندما نسمع عن نية حكومية لرفع الاسعار ورفع مشتقات النفط فاننا بهذه الحالة نعيش احد افلام الرعب والقلق ، ورصيدنا من هذه الأفلام غني جدا ، وحين نسمع عن وعود حكومية لتحسين المعيشة وتحقيق الرفاهية ، نحن في هذه الحالة نعيش فيلم تشويق ، وحين يعلن عن خطة لمكافحة الفساد والقضاء على المحسوبيات الفلم لن يخرج في هذه الحالة عن افلام الخيال العلمي ، وحين نبدأ حياتنا في التفكير بمتطلبات الحياة وخلق توازن ما بين الدخل – الراتب – وبين الالتزامات الشهرية وتوفير لقمة العيش ففيلمنا في هذه الحالة هو من افلام الاكشن ، وحين تعلن الحكومة خطة لتقليل الارشادات والنفقات الحكومية فأكيد طبعا أن يندرج هذا النوع تحت عنوان الافلام الكوميدية . وحينما يتم اخبارنا بواقعنا المرير وتقول الحكومات المتعاقبة بأنها تعرف ظروفنا واحتياجاتنا فهذا فيلم رومانسي بلا منازع .
في ظل الكم الهائل من الأفلام المتنوعة لدينا ، فعلا لماذا لم نحصل بعد على أوسكار واحد ؟!
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com