شظايا ثورة الشعب السوري تصل شمال الأردن والخيارات الإضطرارية فتح نافذة إتصال مع حركة حماس وقطر ومراقبة أمنية للوضع في الرمثا

اخبار البلد-لامساحة كبيرة أردنيا للخيارات الإستراتيجية فالدبلوماسية الأردنية إكتفت بعد تمكن مصر الجديدة من نفض الغبار عن ملف المصالحة بين حركتي فتح وحماس بالحد الأدنى من الإختراق الإقليمي فتوازنت الحركة المصرية مع أول إتصال نادر منذ سنين بين قادة في حركة حماس والسلطات الأردنية.

وهو تواصل تكتيكي تم الحفاظ عليه في الكواليس وتزامن مع الإفراج عن ثلاثة سجناء من أبناء حركة حماس أمضوا عقوبتهم في السجن الأردني على خلفية ما عرف محليا بإسم قضية تخزين سلاح حماس وهي قضية ظهرت في عهد الحكومة الأولى للرئيس معروف البخيت عام 2006.

واليوم تفتح حكومة الأردن نافذة صغيرة أمام خالد مشعل الزعيم السياسي لحركة حماس يطل منها ممثل الحركة الأزلي في عمان الشيخ محمد نزال وغيره دون ان يكشف عن هوية الإتصالات ونوعها.

وهذا التطور بطبيعة الجال ليس نوعيا فمعادلة القطيعة مع حماس لها أسباب أردنية داخلية وليست إقليمية فقط لكن بوضوح يمكن ملاحظة ان النافذة الأردنية الصغيرة فتحت قليلا عندما فتح قادة مصر الجدد كل الأبواب والنوافذ أمام السلطة الفلسطينية وحركة حماس أيضا وبطريقة كان يمكن ان تفعلها عمان لو توفر في حكومتها مطبخ سياسي حقيقي يملأ الفراغات في الدور الإقليمي.

عموما حصل الأسبوع الماضي تواصل وليس تقارب بين حماس وعمان عبر الشيخ نزال وآخرون وذلك بعد أسابيع من تجاهل إتصال هاتفي حصل بين خالد مشعل ورئيس مجلس الأعيان الأردني طاهر المصري قال فيه الأول للثاني ما مضمونه: يا رجل من غير المعقول ما يحصل .. نريد قناة إتصال بكم فقط قناة إتصال ليس أكثر.

.. عندما نقل المصري الأمر للمستويات المرجعية قيل له: لا جديد على ملف حماس وأنت شخصيا قناة الإتصال المتاحة أمامهم , لكن المصري نفسه لا يتحمس للفكرة ويؤيد قناة إتصال رسمية ودائمة يمكن خلالها تبادل الرسائل وقبل ذلك جددت عمان شرطها الازلى : لن تحظى حماس بقناة إتصال إلا عند التأكد و 100 % بأنه لا خطط لديها للعمل على الأراضي الأردنية او إنطلاقا منها.

ويبدو الأن ان الموقف الأردني (يتلين) فثمة متغيرات في المشهد الإقليمي حيث خالد مشعل المواطن الأردني الذي سحبت جنسيته ونفي من بلده ومنع من زيارتها سيكون ضيفا موازيا للرئيس محمود عباس على القاهرة برعاية المجلس العسكري الحاكم في مصر.

والإحتمالات على الجبهة السورية تضغط بشدة على صانع القرار الأردني فسيناريوهات عمان تحاول التهيؤ مع اللاعبين الدوليين والإقليميين المهمين للحظة فوضى سوريا تطال شظاياها الجميع وأحد كبار المسئولين في المربع الأردني قال للقدس العربي: الشظية الأهم قد تكون إضطرار الجميع للبحث عن ملاذ جديد لقادة حركة حماس في دمشق خصوصا بعد إتفاق المصالحة بين عباس ومشعل ودخول إستراتيجية أوروبا بخصوص الدولة الفلسطينية حيز التنفيذ.

ومن الواضح ان الشظايا السورية التي تثير إهتمام الأردنيين وقلقهم لا تقف عند هذا الحد فعدوى الثورة وصلت لبوابة المملكة الشمالية والحاجة ملحة جدا لخطوة لم تكن مطروحة سابقا وهي تشكيل لجنة لتغيير وتعديل الدستور لأول مرة.

واليوم ثمة إشتباك يومي مع تداعيات وشظايا المشهد السوري فدرعا المحاصرة والحدود المغلقة من الجانب السوري رئتان يتنفس منهما أهل شمال الأردن .. لذلك نظم أهالي مدينة الرمثا الأردنية مسيرة نادرة طالبت بالتدخل لصالح أهل درعا وبالتالي لصالح مصالحهم الإقتصادية وحدة الموقف دفعت العاهل الأردني الملك عبدلله الثاني لتأجيل زيارة كان مقرراله ان يقوم بها إلى مدينة الرمثا الثلاثاء الماضي فقد أصبح واضحا ان الزيارة صعبة لمنطقة متداعية بالسخونة مع المشهد السوري في سهل حوران المشترك والتاريخي بين الأردنيين والسوريين.

وطريقة الإتصال الوحيدة المتاحة اليوم لأهالي درعا فقط عبر الشرائح الخلوية الأردنية الموجودة بين سائقين وتجار من البلدين ويوميا يتسلل للجانب الأردني بعض أبناء درعا للتواصل مع الإعلام او لمناشدة الملك الأردني التدخل لتخفيف الحصار عليهم.

وذلك لا يعني إلا ان السخونة التي تجتاح الشارع العربي إقتربت كثيرا اليوم من الثوب الأردني فتطلب الأمر إجراءات سريعة ومتسارعة كان من بينها فتح القناة القطرية المغلقة منذ سنوات وإعادة النظر علنا بالدستور وفتح نافذة صغيرة لقادة حماس والبحث عن بديل للغاز المصري المتوقف إما من قطر او من الجزائر مع الأهم وهو التركيز المشدد على مراقبة ما يجري في الواجهة الشمالية حيث يوجد ثورة شعبية وليست حربا كتلك التي حصلت