نحو استراتيجية وطنية للتدريب الميداني ...!!!


يتخرج سنوياً الاف الطلبة من الجامعات والمعاهد الاردنية ويبدأ مشوار البحث عن عمل او وظيفة تتناسب وتخصصاتهم العلمية حتى يصطدم الكثير منهم بواقع وظيفي عملي صعب لا يستطيعون التأقلم معه وخارج عن تصوراتهم وآمالهم ليجدوا ان الواقع العملي يختلف كلياً عن الواقع الدراسي الاكاديمي ويشعر انه بحاجة ماسة الى العديد من الدورات التي تستطيع ان تؤهله للعمل في الشركات والمؤسسات المختلفة ويرى كثير من الخبراء والمراقبين والمعنيين ان هناك تباين وضعف في المواءمة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل وان الطلبة بحاجة الى خبرات عملية ومهنية تواكب المناهج التعليمية وليس هناك دراسات كافية تبين احتياجات سوق العمل من خريجي الجامعات وهذه مسؤولية الحكومة والقطاع الخاص في انشاء موقع الكتروني متخصص للعرض والطلب .
خاصة ان التعليم بطريقة التلقين يعطي نتائج سلبية لا تؤهل الطلبة لسوق العمل لعدم توفر المهارات والخبرات ويجب ان يكون هناك تشاركية وتعاون بين كافة الجهات المعنية ضمن استراتيجية موحدة لذلك .
ويعتبر التدريب الميداني لطلبة الجامعات في السوق المحلي سواء في الشركات او المؤسسات او المصانع وغيرها من اساليب التعليم التطبيقي فالطالب يكتسب العلم والمعرفة بالاساليب العلمية وتحتاج الى ممارسة عملية تطبيقية على ارض الواقع وفي الميدان لاكتساب الخبرة العملية والكفاءة ويسمى ذلك ببرنامج " التدريب التعاوني " وهو جهد مشترك بين الكليات الجامعية والشركات وغيرها في سوق العمل ويسنح هذا التدريب للطالب معايشة بيئة العمل الحقيقية والالمام بالواقع العملي لتخصصة والمامه بآلية عمل الشركات والمصانع والمراكز ومواجهة الحياة العملية وتعميق فهمه لتخصصة والانضباط الوظيفي والتقيد بالدوام وحسن التعامل والتعاون مع الموظفين والمراجعين كذلك تتيح الفرصة للشركات والمؤسسات التعرف على مهارات المتدرب وقدراته وكفاءته ومدى حاجتها له بعد التخرج اي يتم استقطابه للعمل لديها فيعزز ذلك الثقة بالمتدرب ويعطي مزيد من العطاء والالتزام بالعمل وبالتنظيمات والتعليمات المعمول بها بالشركة والمحافظة على ممتلكات الشركة وسرية المعلومات .
هذا النوع من التدريب الميداني التعاوني يمكن الكليات الجامعية من تقييم الاعداد الاكاديمي المقدم للطلاب من خلال تقرير برنامج التدريب الخاص بالطالب الذي يبين نقاط الضعف كذلك الافادات الشفهية تساعد هذه التقارير على اعادة التأكيد من فاعلية المناهج ومواءمتها لسوق العمل والتعليم التعاوني الميداني يزيل الرهبة والخوف من المتدرب ليتمكن من طرح افكاره وارائه حول آلية تطوير العمل في الشركة فتتوثق الصلة العملية وتحفز المتدرب على اعطاء اهتمامات دراسية بما يناسب ذلك العمل ويحسن ويطور أداءه خاصة اذا استمر بالتواصل مع تلك الشركات لطرح ارائه .
والعمل الميداني يعزز الثقة ايضاً لدى الفتيات اللواتي يحتجن الى الدعم والمساندة والمتابعة لتجاوز مراحل الرهبة والخوف من العمل بالشركات وتجاوز المعوقات الاجتماعية للتدريب مثل السخرية والنقد الاجتماعي الذي يسبب الاحباط والعديد من المشاكل الاسرية ليبقى البحث عن الوظيفة الحكومية هو المطلب الرئيسي.
فعلى كافة الجهات المعنية حكومية وجامعات وقطاع خاص وضع استراتيجية وطنية للتعليم التعاوني الميداني وفق اسس وضوابط وتقارير صحيحه وتقييم للاداء ومواءمة مخرجات التعليم مع حاجة سوق العمل وبرمجة احتياجات سوق العمل من الكفاءات الاردنية المطلوبة وخلاف ذلك سيبقى التدريب عشوائي وغير منضبط وتشتت بين احتياجات السوق ومخرجات التعليم وبالتالي تكون فرصة العمالة الوافدة ذات الخبرة اكثر من فرص ابناء الوطن .

المهندس هاشم نايل المجالي

hashemmajali_56@yahoo.com