كيري بين الوداع ....ومحاولة الالتفاف !!

زيارات عديدة قام بها جون كيري وزير الخارجية الأمريكي ولقاءه بزعماء المنطقة .....كما ولقاءه بالرئيس محمود عباس ... بمحاولات مستمرة من جون كيري والادارة الأمريكية لتهدئة التوتر وانهاء الانتفاضة الشبابية ... وتحسين واستقرار الاوضاع الامنية لدى الإسرائيليين ... ولا مانع لدى كيري والادارة الأمريكية من العمل المتواضع للدفع بعجلة التسوية ... واخراج المفاوضات من مأزقها ... ومحاولة اعادة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الى جلسات التفاوض..... بعد تعثرها منذ زمن ... نتيجة التعنت والمماطلة الاسرائيلية ... وعدم الالتزام بالاتفاقيات والمرجعيات وقرارات الشرعية الدولية..... وعلى رأسها تجميد الاستيطان وتحديد جدول زمني للانسحاب ... يؤدي بنهاية المطاف خلال مدة محددة الى الانتهاء من كافة الملفات التفاوضية .....واقامة الدولة الفلسطينية بحدود الرابع من حزيران 67 بعاصمتها القدس الشرقية .


كيري وزير الخارجية الأمريكي ....وادارة الرئيس أوباما التي تجري استعداداتها لتسليم كافة الملفات لديها ما قبل نهاية ولايتها ... وبداية الحملات الانتخابية .....استعدادا لا جراءها والبناء عليها ... والعلاقة المباشرة وغير المباشرة ما بين الحزب الحاكم ومجمل مواقفه الدولية والاقليمية وخاصة ما يتعلق بإسرائيل وأمنها ......وعوامل قوتها.... وتفوقها الدائم على دول الجوار بالمنطقة ... والذي سيحدد بنسبة عالية نتائج هذه الانتخابات ما بعد فترتين رئاسيتين للرئيس أوباما ... والتي جاءت بنتائجها المتواضعة ... والتي لم تحسم الكثير من القضايا ... لكنها وصلت الى اتفاقيات وتفاهمات مع ايران..... كانت ببداية الأمر عامل توتر أمريكي اسرائيلي ... لكن ما لبس أن أصبح عامل استقرار ومصداقية أمريكية.... اتجاه اسرائيل وقضاياها الاستراتيجية .
ادارة أوباما والتي توصلت بفعل مصالح استراتيجية دولية للسماح للدب الروسي بأن يكون لاعبا رئيسيا على الساحة السورية .....كما غيرها من الساحات الشرق أوسطية ... انما يؤكد أن القوى الكبرى قد تقاسمت المصالح ... الا أن اسرائيل ومكانتها لا زالت تمثل السياسة الأمريكية وأولوياتها الشرق أوسطية ... والتي أكدت استمرار ادارة الصراع دون العمل على حل الصراع ... لعدم امتلاك أمريكا ... أو لعدم رغبتها .....بالإمساك بكافة أوراق الضغط ومقومات قدرة القرار الأمريكي.... القادر على الزام اسرائيل بقرارات الشرعية الدولية ومفهوم حل الدولتين ... وهذه حقيقة سياسية لا يجب التغاضي عنها ... كما أن لإسرائيل من النفوذ والمصالح وأوراق الضغط من خلال اللوبي الصهيوني ومواقع ومراكز صناعة القرار داخل الولايات المتحدة ما يحصن مواقفها ... وما يمنع الضغط عليها ... وما يوفر لها مرونة الحركة والتحرك بما يتناسب ومصالحها ... حتى وان كان بتعارض مع السياسة الأمريكية .

جون كيري وزير الخارجية الأمريكي يتحرك بالمنطقة ... ويلتقي القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس ... عندما ترى اسرائيل أن في هذا اللقاء ما يمكن أن يفيد ... أو يمنع ... أو يؤخر ... أو يعطُل ... أو يخلط الأوراق والأولويات ... وهذا ما تدركه القيادة الفلسطينية ... بكافة أبعاده وأهدافه ....وليس بمثل هذه اللقاءات من محاولة لخداعنا ... أو جرنا لمربعات مغايرة لصلب مواقفنا الثابتة والمعلنة .

القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس تمتلك من القدرة والمعرفة والخبرة..... ما تؤهلها لمعرفة الأسباب الرئيسية من وراء كل زيارة يقوم بها كيري..... أو غيره من أطراف الرباعية الدولية ... الا أن القيادة الفلسطينية وفي ظل خصوصية أوضاعنا ......لا نمتلك قرار الرفض على اعتبار ان الخيارات السياسية وأولوياتها .....لا زالت محكومة بالمواقف الأمريكية وأطراف الرباعية الدولية ... وما يمكن أن يستجد من أطراف دولية ومبادرات يمكن أن تحسن وتدفع بعجلة التسوية كما حال المبادرة الفرنسية ... ومحاولة الالتفاف عليها ....وانهاء مقومات قوتها .

فاذا كان كيري يريد أن يجري جولات الوداع لإدارته .....وترك بعض الآمال لدى الفلسطينيين ... أن امكانية التسوية السياسية ومفهوم حل الدولتين ....سيبقى على سلم أولويات السياسة الأمريكية الشرق أوسطية باعتباره الحل الممكن والمتاح.... والذي لا زال بحاجة للمزيد من الوقت لإقناع اسرائيل في ظل استيطانها المستمر ونهبها لأرضنا وزيادة عدد مستوطنيها ... وبالمقابل فان زيارة كيري ربما تكون في اطار الاعاقة والتعطيل أو الافساد للخطة الفرنسية ومبادرتها حول المؤتمر الدولي .....الذي تسعى القيادة الفلسطينية لأن يكون مخرجا ملائما للمأزق التفاوضي .....الذي لا زال يسود العلاقات ما بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي .

على اعتبار أن المفاوضات الثنائية والرعاية الأمريكية لا زالوا يمثلون الخيار والموقف الممكن لدى أمريكا واسرائيل ... وان أي جهود دولية لعقد مؤتمر دولي للسلام كما المبادرة الفرنسية ... ستبقى مجرد أوراق ضغط ... قد تولد المزيد من الاعترافات بالدولة الفلسطينية ... والتي ستضع أمريكا واسرائيل في موقف الحرج السياسي ... وما يمتلكون من مهارة الخروج ....من هذا الحرج..... بسياستهم المعهودة..... بخلط أوراق المنطقة .....وزيادة عوامل توترها .