رغم الادعاءات المتكرره  بتطبيق مبادئ الشفافيه والعداله وتكافؤ الفرص عند الشروع بتعبئة احدى الوظائف القياديه في مختلف وزاراتنا ومؤسساتنا ..... ورغم  تشكيل اكثر من لجنه متخصصه  من كبار المسؤولين  للقيام بهذه المهمه .....الا ان الغموض ما زال يلف معظم الاجراءات التي ترافق هذه العمليه ....فأنت لا تعرف من يضع شروط اشغال هذه الوظائف من مؤهلات وخبرات ومواصفات ....ولا تعرف الاليه التي يتم بموجبها الاختيار ان كان هنالك اختيار  ....ولا تعرف اسباب قبول او عدم قبول اي من المرشحين ....والتي تتم من خلال القص واللصق في معظم الاحيان  ..اوالحذف والاضافه  في احيان اخرى ....

معظم التعيينات كانت وما تزال تتم بطريقه اشبه ما تكون بالمؤامره....التي تستهدف  تنفيع شخص معين ولأسباب معينه ...واقصاء اخر لأسباب معينه ايضا .....

الوظائف العليا لدينا اشبه ما تكون بالكعكه ...التي يجري تقسيمها ثم توزيعها على اصحاب النصيب ....ممن تتوفر لديهم تلك الشروط المخفيه التي لا يعلمها الا من اشرف على طبخها واعدادها ....

وظائفنا القياديه ايها الساده يتم توزيعا وفق معايير  من ضمنها لون البشره ولون العيون ولون البذله والطول والعرض والوزن  ونسبه الكوليسترول في الدم ....ألخ

معايير الاختيار لدينا مقسمه بيولوجيا  وجيولوجيا  وايديولوجيا  وعشائريا  واقليميا  .....ومن ثم تأتي في اخر القائمه  المعايير الدوليه المعتمده   من مؤهلات وكفاءه  وخبره ومهاره وابداع ...الخ الخ

علينا ان لا نستغرب  تعثر الجهود  التي امتدت عشرات السنين  لتطوير جهازنا الاداري  رغم تبديد الملايين  من الدنانير والدولارات  ...ورغم مئات الخطط الاستراتيجيه ...ومئات الدراسات والاستشارات ...

العله لدينا واضحه وضوح الشمس .....وتكمن في تعيين ما هب ودب في وظائف قياديه  لا يستحقونها بل هبطو عليها بالمظلات .....فكم من مسؤول امضى خدمته وهو يستطلع ويتعرف على مهام وظيفته  ....حتى ان بعضهم غادرها دون ان يعرف لماذا وكيف تم اجلاسه على ذلك الكرسي وخرج من تلك الدائره كما دخل  لا يعرف شيئا مما يدور فيها ....اللهم الا تحسين وضعه المادي والمعنوي ......

كم من مسؤول عاث فسادا في دائرته  وتجاوز جميع الخطوط الحمراء   وتركها خرابا ......

كم من مسؤول جاء وغادر  دون ان يترك اثرا ايجابيا واحدا ....يستحق الذكر ......

كم من مسؤول  كان سببا في تخلف دائرته عشرات السنين  ...

كم من مسؤول مازال قابعا خلف مكتبه لسنوات طويله ...حتى نسيه الناس واصحاب القرار .......

جهازنا الاداري بحاجه الى اصلاح جذري ......يبدأ من القيادات اولا ...

قياداتنا الاداريه بحاجه الى  مختبر اداري  يحلل عناصر الكفاءه والابداع والمهارات  لديها  ......وانا على يقين ان معظم هذه القيادات .......ستكون من فئة ..(الصلاحيه منتهيه )  او (غير صالح للاستهلاك البشري )

يا حكومتنا الرشيده ...رجاءا ...اخضعوا قياداتنا الاداريه للفحص المخبري .....شرط ان يكون جهاز الفحص دقيقا وشفافا وعادلا ......وحينها  لا مانع من الحديث عن تطوير اداري .....خارج اطار الاستعراض  والداتا شو .....