النواب والحكومة

لم تنجح أي عملية طرح الثقة بالحكومة أو بوزير، على مدار السنوات، ومع ذلك فنحن نشهد تهديدات وتلويحات من النواب بذلك، إلى أن بات هذا السلاح النيابي فاقداً للفعالية، ولا يثير سوى التندر لدى الدوار الرابع والمواطنين أيضاً.

ستّ وعشرون سنة مرّت على الحياة البرلمانية الجديدة، ولم نزل نفتقر إلى أساسيات العمل النيابي، فالفردية هي التي تحكم المواقف، ولا تبدو الكتل أكثر من تجمعات مصلحية آنية، تتفق وتختلف إلى درجة ضياع الهوية.

وصحيح أنّ المجلس النيابي استطاع كبح جماح الحكومة غير مرّة، واضطرها إلى العودة عن قرارات لها، تحت تأثير التلويح بحجب الثقة، إلاّ أنّه تظلّ محدودة، وفي العموم فما تريده الحكومة تفعله، على الرغم من الصوت العالي الذي يقابلها في كلّ جلسة.

نحن أمام استحقاق مناقشة قانون الانتخاب الذي أخذ من الجدل الكثير خارج القبة، دون أن يتمّ تغيير يُذكر، ولعلّ هذا ما دفع أحزاباً لمحاولة الاعتصام أمام المجلس وهذه أيضاً لم ينجح، فالحكومة تريد إقراراً سريعاً لمشروعها، وهذا ما سيحصل في مطلق الأحوال.