الحراكات الشعبية والنشاطات الحكومية

ليس متوقعاً أن تفهم الحكومة رسالة «مهرجان الأردن للإصلاح والوحدة الوطنية» الذي نظمته قوى وطنية وأحزاب سياسية وشارك به آلاف من الأردنيين هتفوا جميعاً للأردن وطالبوا بإصلاح النظام، وإن كان المأمول أن تفعل.

 

 قوى الشعب الأردني تثبت في كل يوم أنها راشدة ومسالمة، وحريصة كل الحرص على الأمن والأمان للمواطنين، وأنها مستعدة لفهم واقع حال الحكومة واحتياجاتها أكثر من الحكومة نفسها. وقد أثبتت ذلك مراراً وتكراراً في كل مرة كانت تذهب إليها للحوار، أو إعطاء الوقت اللازم للعمل وإثبات صدقية الوعود.

 

 وهي في المهرجان الحاشد الذي نظمته أمس الأول أطلقت رسائل عديدة للحكومة، ليس أقلها أن الشعب الأردني موحد على قلب وطن واحد، وأنه يرفض اللعب على أوتار الانقسام والإقليمية، وأن محاولات زجه في عصبية انتماء وولاء، وتوزيع جغرافي لا تنطلي عليه. وأنه من غير العقلي والوطني أن تلوح أي جهة باستغلال المنابت والأصول للإبقاء على حالة الركود الوطني والسياسي، ومن أجل عدم التقدم بالإصلاح السياسي وإصلاح النظام.

 

 في المهرجان الوطني الخطابي الفني الحاشد صورة أردنية بألوانها الطبيعية، وهي من الروعة التي تخشاها الحكومات المرعوبة من وحدة الناس وتفضل انقسامهم.

 

ينبغي على الحكومة التقاط الرسالة والتفاعل معها على أساس قبولها واحترام مكانة محتوياتها؛ إذ لم يخرج المهرجان عن مسار مصالح الدولة والشعب، ولم تخدشه أي لحظة انفلات من أي نوع، وظل راقياً طوال الوقت النشاط الوطني للأحزاب والقوى الوطنية جاء تعبيراً عن نضوج وطني أردني سياسي لا يقبل الالتفاف عليه، وعلى الحكومة الانصياع لتعامل وطني يؤمن ذات الصورة عن الأردن والأردنيين، وعدم التفكير بمساندة البلطجية مجدداً في أي مناسبة.