القصور الفكري في المجتمعات ... مسؤولية من !!!

تشهد المجتمعات العربية تغيرات سريعة فكرية وثقافية واجتماعية نتيجة العديد من العوامل منها الخلط الاجتماعي المتنوع للشعوب نتيجة النزوح بسبب الحروب كذلك تأثير المنظمات الدولية التي بدأت تأخذ حيزاً مجتمعياً كبيراً بما تملكه من مخصصات مالية وبرامج تعليمية وتثقيفية ذو ابعاد دينية وفكرية جديدة وخلط بين المجتمع العربي والمجتمع الغربي بالعديد من الافكار التي يتم تسويقها عبر العديد من الوسائل الاعلامية والالكترونية كذلك محاور العمل الميداني في مختلف المناطق تحت مظلة خدمة المجتمع المحلي ورفع مستوى كفاءة العاملين بالخدمات الاجتماعية وتمكين المرأة والشباب وغيرها من الاساليب خاصة بالمجتمعات الاقل حظاً والتي تغيب عنها الرقابة الدورية والتقييم على اعتبار ان تلك المجتمعات تعاني من تخلف في كافة المجالات على اعتبار ان النمط التعليمي المتبع بهذه المجتمعات تقليدي وغير مواكب لتطور الحضارات والذي لا ينتج افراداً مثقفة فاعلة بالمجتمع وعلى اعتبار ان هناك سلطوية على هؤلاء الافراد سواء كانت اسرية او بالمدرسة او غيرها من قبل المسؤولين مما يدفع الفرد الى الارتباط العاطفي بأمور الغيب والآخرة والتأثير بكثير من التنظيمات او الاعجاب بالغرب كما يدفعه الى تبني الافكار الانغلاقية التطرفية او التحررية التي يروجها الاعلام المتباين الذي اصبح في متناول الجميع والذي يتعارض ويتقاطع مع ما يسود بالمجتمع من قيم ومباديء وافكار وثقافة ويكون تبني الافكار في كثير من الاحيان ليس ظاهرياً مما يدفعه الى الانطواء او العزلة كذلك فهو يسعى لتحريض تلك الافكار لتتناسب مع ما هو متوفر لديه لتسود في المجتمع مع زملائه هذا يؤدي الى الازدواجيه في الرأي وازدواجيه في التفكير ويعزى هذا العجز والنقص الى غياب مثقفين فاعلين في تغير اسلوب التربية سواء التربية الاسرية او التوجيه الاعلامي وتعزيز وتقوية ضعف الشخصية لدى الكثيرين من ابناء المجتمع لمواجهة جهل الفرد بين المتغيرات والقناعات الشخصية بسبب المتدخل في فكرة وشخصيته ومواجهة اي نضج فكري غير سليم .


وجانب التأثير النفسي على الفرد في ذلك المجتمع ينتج في كثير من الاحيان عن تعارض وتنوع الاعلام المهيمن مع واقع ذلك المجتمع فيتعمق بالذات الانسانية فيستورد الفرد ثقافات وافكار غريبة تحررية وتطرفية متناقضة فيصبح هناك ارتباك فكري في شخصيته وسلوكه ايضاً مما يسبب ازدواجية فكرية ويسبب ضعف بالايمان الوسطي السلمي الحقيقي الى ايمان تطرفي او تحرري فيسعى الفرد لتحقيق مبتغاه بنفسه او بمساعدة آخرين منظمين اي يتعرض الفرد الى ضغوطات تتضمن ايدولوجيات مختلفة ومتعارضة وتناقض في الافكار والمباديء كذلك فان ثقافة العيب التي تسود تلك المجتمعات يكون سببها صاحب العمل باسلوب تعامله السلطوي مع العامل وعدم ارضاءه مالياً حسب القوانين المتعارف عليها والتأمين الصحي والضمان الاجتماعي وغيره ليبقى العمل في مهب الريح واسلوب التوبيخ والتخويف والاستغلال حتى بعد العمل لخدمة المصلحة الفردية والشخصية وبذلك يبقى هذا الاسلوب يعزز الصراع الطبقي يضاف الى ذلك الخطاب الديني المحتكر باشخاص لا يعرف اتجاهاتهم الفكرية خاصة بالحوار الديني المستمر في المناسبات المتنوعة والساحات الخطابية والذي يدخل في عمق الامور وابعادها لوجود العديد من النواقص وعدم توفر العدل والمساواه بين الطبقات المجتمعية وانتشار الفساد ونهب المقدرات فيصبح هناك تعارض بين الخير والشر وتعارض بين الشهوة والفضيلة والتي تدفع الفرد الى الجدل الداخلي المتأرجح بين ما هو واقع وبين ما هو سائد في مجتمعات آخرى فتكون هناك ثورة الذات لدى الفرد الراغبة في التغير معبرة عن المطالب المتعددة وبسبب العجز الفكري والثقافي وبفشل العقل في ترجيح الفكر الصحيح والنير والسلمي لذلك علينا ان نبني طاقات بشرية فكرية ثقافية مجتمعية نملكها في تلك المجتمعات لبناء العقل السليم لدى الافراد وفكر ناضج واسلوب لادارة الازمات وتصحيح الاعتقادات الخاطئه ومواجهة الفكر المتطرف والتشجيع على الانتاج وتبني المباديء السليمة وتجديد الافكار لضمان سلامة مرجعية السلوك الايجابي وتجاوز مشكلة الانفعال الذاتي وتحمل المسؤولية الوطنية اتجاه المجتمع بالنضج الفكري لصناعة الانسان في ظل تغيرات مجتمعية وفكرية متسارعة .