الصحافيون..ونقابتهم

<!-- /* Style Definitions */ p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal {mso-style-parent:""; margin:0cm; margin-bottom:.0001pt; text-align:right; mso-pagination:widow-orphan; direction:rtl; unicode-bidi:embed; font-size:12.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-font-family:"Times New Roman";} @page Section1 {size:595.3pt 841.9pt; margin:72.0pt 90.0pt 72.0pt 90.0pt; mso-header-margin:35.4pt; mso-footer-margin:35.4pt; mso-paper-source:0; mso-gutter-direction:rtl;} div.Section1 {page:Section1;} -->

الحراك الانتخابي لنقابة الصحفيين يشهد تصاعدا ملحوظا في نشاط المرشحين، سواء لمنصب النقيب أو لعضوية المجلس، وخلال الاجتماعات التي تعقد هنا وهناك، على سدر منسف أو من دونه. لم يطرح أحد وضع النقابة ومكانتها، بين النقابات الأخرى. ولم يناقش المجتمعون، الناخبون او المرشحون مشاريع خدمية، أو استثمارية ستقوم بها النقابة مستقبلا. ولم يطرح أحد فكرة صندوق توفير أو استثمار أو حتى إعادة صندوق التقاعد الذي كان موجودا وتم إلغاؤه ببساطة، وتحت ذرائع واهية. وهو المكتسب الذي كان يجب ان لا يقترب منه أحد.

كانت نقابة الصحفيين فيما مضى، من أهم النقابات، وكانت تقود ما يسمى "التجمع المهني" الذي كان يضم النقابات الكبيرة والمؤثرة كافة، كالاطباء والمهندسين والزراعيين وأطباء الأسنان. وكان حضور نقيب الصحفيين لافتا ومؤثرا بين النقباء، وهو ما انعكس على حضور النقابة ووجودها بين الكبار.

لماذا انحسر دور النقابة، وتراجعت مئات الخطوات الى الخلف، رغم أنها تملك القوة الإعلامية التي تتغنى دوما بأنها السلطة الرابعة، وأنها تستطيع التأثير في الرأي العام، أو حتى تشكيله. ولماذا باتت خارج إطار "التجمع" المهني للنقابات إلى درجة الغربة الحقيقية عنها. ولماذا لم تعد مؤثرة كما يجب أن تكون، أو كما نحب أن تكون.

هل يكمن السبب داخل الجسم الصحافي، داخل النقابة ذاتها، والنقباء المتعاقبين خلال السنوات الماضية، ومجالس الإدارات التي لم تكن مؤثرة، ولم تستطع حتى استعادة الدور القديم للنقابة، أم هناك عوامل مؤثرة خارجية أدت الى إضعافها وساهمت في تهميشها اضافة الى العوامل الداخلية، التي تركزت اساسا وفي معظم الأحيان على الاختيار غير المناسب نتيجة الانتماء الوظيفي أو الجهوي أو العلاقات الخاصة.

إنها اسئلة بريئة. لا أقصد منها سوى الإيضاح، وهي نابعة من آلام القلب النازف على حال النقابة التي لا تعرف أعضاءها إلا في المناسبات.  وما العرض التاريخي لما كان إلا لكي نصل جميعا إلى المطلوب وما يجب أن يكون كي يتغير الحال إلى الأفضل.

من المؤكد أن الزملاء في النقابة يدركون تماما أن منصب النقيب، وعضوية المجلس "تكليف لا تشريف"، وهي ليست مقاعد ومناصب "للشيخة" وإنما هي للخدمة العامة. ومن كان يحمل في صدره رغبة وعزيمة لخدمة زملائه والارتقاء بالنقابة ضمن برنامج محدد واضح المعالم، فهو الأجدر بالفوز والأحق بالثقة.

ومن لم يكن كذلك، عليه مراجعة حساباته، فالصحافيون ليسوا مجرد أصوات تلقى في صناديق الاقتراع، ثم تلقى في سلال المهملات. ولعلها دعوة صريحة للزملاء في مختلف مواقعهم أن ينحازوا للافضل والاقدر.

ومن يؤمن بأنه قادر على خدمة الجسم الصحافي وتحسين ظروفه المعيشية وحماية حريته وقيادته نحو الأمام، وأن يبتعدوا عن المجاملات والمحسوبيات التي قادت النقابة الى اسوأ أوضاعها.

نعم. نستطيع اختيار الافضل. ونستطيع أن نختار مجلسا نقابيا قويا وقادرا على العطاء. والنقابة لا تنقصها الأموال، ولكن ينقصها التخطيط. وهي بحاجة الى المؤمنين بها وإلى المخلصين الذين يريدون العمل من أجل الصالح العام.