القرار السياسي وانعكاساته

من المعروف في علم السياسة ان القرار السياسي هو صاحب السيادة على القرارات المختلفة، من تداعياته أنه يتطلب مثلاً تنفيذاً في المجال العسكري او الأقتصادي وبقية المجالات عندما قرر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين اتخاذ قراره اتجاه الكويت، او ايران، كان له انعكاساته على العراق وعلى تاريخ الأمة العربية المعاصر، فما نرى من تداعيات في العراق وسوريا والقضية الفلسطينية، كان من نتاج ذلك القرار الذي استعمل تعبير « انه كسر ظهر الأمة العربية» وانهى عمقنا الاستراتيجي في العراق عسكريا واقتصاديا وبشرياً، ودخلنا في مؤتمر مدريد وما افرزه حتى الان على القضية الفلسطينية ومن قبل ذلك عندما اتخذ الرئيس الراحل عبد الناصر قراره بإغلاق مضائق تيران ؛ وانهاء عمل القوات الدولية، كان قراراً سياسياً ترتبت عليه كارثة عام سبعة وستين والتي ايضاً كسرت العمود الفقري للأمة العربية ومن ثم اخرجت مصر من عمقها العربي كقوة عسكرية وكانت معاهدة السلام بعد حرب اكتوبر واحياناً يكون للقرار السياسي، او حتى للتصريح السياسي غير المدروس اثره على الاقتصاد وقيمة العملة واستقرار النقد وحركة التجارة وما يهمنا في هذا الإطار اننا نعيش في الأردن في وضع حذر نحن والحمد لله لازلنا نتمتع بأريحية الحياة والامن، ويستطيع كل منا أن يخرج من بيته ويعود وهو مطمئن على اولاده، ويسجل لأجهزتنا المختلفة هذا الجهد غير العادي في السهر وحماية أمن الوطن والمواطن في الداخل وعلى الحدود ؛ وهم ابناؤنا واخوتنا وعنوان استقرارنا، فلهم كل التقدير والدعاء أن لايصيبهم مكروه.


ووضعنا الاقتصادي ايضاً حذر، وفي الوقت الذي لا نختلف فيه على أمن الوطن، وأن يكون ذلك محل الاهتمام الكبير، الا أن ذلك لا يعني أن نخنق انفسنا بقرارات يمكن أن تساهم أكثر بالمساس بواقعنا الاقتصادي، فكما نطلب من الجيران أن يفتحوا لنا حدودهم لبضائعنا الزراعية والتجارية والصناعية، ونطالب بالاستثمار وتسهيل مهمة المستثمرين، ونطور قوانيناً لذلك فنحن ايضاً وبنفس التساوي مطالبين باتخاذ القرارات السياسية التي تراعي ما سبق، ولا تتناقض معه لا امنياً ولا اقتصادياً ضمن انعكاسات ذلك على قطاعات المجتمع.

قطاعا الصحة والتعليم مثلاً من القطاعات التي تجذب عشرات الألاف من اخواننا العرب للمجيء للعلاج والتعليم والتدريب، فهل تسهل لهم هذه الإجراءات أم اننا نقيم العوائق والحواجز دون تقدير دقيق لانعكاس ذلك على هذه القطاعات، هذه أمور اكتبها وأنا من مارس السياسة، وزامل السياسيين، فلا يكون الجلوس على الكرسي حاجزاً يمنعنا من أن ننظر الى من حولنا وكأننا ننظر الى مصالحنا عندما نكون خارج السياسة وبعيداً عن الكرسي.