الأموال تغزو كرة القدم الأوروبيّة
اخبار البلد
شهدت السنوات الأخيرة توافد عدّة مستثمرين في مجالكرة القدمالأوروبيّة وعلى فرق كبرى بعضها بتاريخ مشرّف وكبير وتمكّنوا من ضخ أموال مهمّة في سوق كرة القدم الأوروبيّة، وهو الأمر الذي دفع الاتّحاد الأوروبي لكرة القدم لتقنين الظّاهرة وفرض قانون اللعب المالي النّظيف الذي يجبر الأندية لسن سياسة ماليّة تحدد العجز في ميزانياتها بشكل كبير.
وجاءت أغلب الاستثمارات من القارّة الآسيويّة خصوصًا من تايلند وإندونيسيا والإمارات وقطر والسعودية، ومن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية واستهدفت دوريّات إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا على وجه الخصوص.
ويأتي اهتمام الآسيويين بالاستثمار في كرة القدم الأوروبيّة بسبب شعبيّتها الكبيرة في القارة الصفراء التي تبقى أبرز سوق عالمي حاليًا بحكم عدد سكّانها والتي تتجاوز نصف سكّان الكرة الأرضيّة، كما أنّ شعبيّة عدة فرق كبرى في القارة الآسيوية تفوق شعبيّتها في بلدانها الأصلية.
واتّهمت تقارير إعلامية مجموعة من المستثمرين بتبييض الأموال في كرة القدم الأوروبيّة كما طرحت عدة أسئلة تهم البلدان مصدر الأموال الكبيرة والتي تم ضخّها في بلدان كانت كرة القدم تعيش وضعًا سيئًا نتيجة الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت البلدان الأوروبيّة في السنوات الأخيرة.
ورغم تواضع كرة القدم في أغلب البلدان التي جاءت منها الاستثمارات وغياب ثقافة كبيرة في الميدان لكن رؤوس الأموال تفكّر بمنطق الرّبح على المدى القصير والمتوسّط ولذلك فضّلت ضخ أموالها في فرق أوروبيّة تملك شعبية جماهيريّة كبيرة تمكّنها من تحقيق أرباح في زمن قصير، بل استثمارها في بلدانها حيث كرة القدم ذات مستوى ضعيف أو متوسّط وتحتاج لمدّة طويلة للوصول للعالميّة.
وخرجالصّينيونعن القاعدة مؤخرًا وقرروا الاستثمار في كرة القدم المحليّة بشكل كبير، وتعتبر التجربة الثّالثة في آسيا بعد اليابان وكوريا الجنوبية، واللتان فشلتا في الاختيار.
وينظُر عالم كرة القدم الأوروبيّة بحذر وخوف للتّجربة الصّينية لأنّ نجاحها قد يؤثّر على الاستثمارات الأجنبيّة في أوروبا مستقبلا؛ لكنّ التّجربة مازالت في بدايتها وتحتاج لسنوات قبل الخروج بخلاصات مهمّة حولها.
وفي ظل رغبة المستثمرين في الرّبح المالي في المستقبل القريب ورغبة الأندية في الفوز بالألقاب القاريّة والمحليّة فسوق الانتقالات الخاصّة بنجوم كرة القدم مرشّحة للمزيد من الصّفقات الفلكيّة خصوصًا من طرف فرق تملك استثمارات كبيرة كباريس سان جرمان (قطر)، ومانشستر سيتي(الإمارات)، وتشيلسي(روسيا) ومانشستر يونايتد (أمريكا).
ومن المحتمل أن تزيد الضّغوط على فرق تاريخيّة مازالت ترفض فتح رأسمالها لرؤوس أموال أجنبيّة وتكتفي بشراكات تخص الإشهار والأقمصة، لدخول التّجربة والقبول ببيع جزء من رأسمالها لأجانب خاصّة من آسيا.
وتمكّن ملياردير إندونيسي من الفوز بصفقة إنتر ميلان الإيطالي، ومن المحتمل أن يفوز ملياردير تايلندي بفريق آسي ميلان مستقبلًا، فيما يبقى فريقاريال مدريدوبرشلونةالإسبانيان وبايرن ميونخ الألماني خارج الضغوط في الوقت الحالي كون إداراتهم الماليّة تسير بشكل جيّد والثلاثة يعتبرون من أعرق الفرق الأوروبيّة وأقواها حاليًا وأشهرها في العالم.